الأدوية المسكنة

يتناول الملايين من الناس العقاقير المسكّنة للألم، كأقراص يومية لعلاج الصداع والتهاب المفاصل وتشنّج العضلات وأنواع أخرى من الأوجاع والآلام. 

وتغزو المسكنات معظم المنازل وليس شرطاً وجود مريض في المنزل لوجود السفاح المدعو مسكن، فالبعض يشتري المسكنات ويستخدمها بحال أصيب بألم أو صداع أو لأسباب عدة، أبرزها مواجهة أي ألم متى حدث دون الحاجة للخروج للصيدلية، ويتصور البعض بأن المسكنات تقضي على الألم والوجع، لكن لايدركون خطورتها وآثارها الجانبية التي قد تؤدي للوفاة ويرحبون بالسفاح المدعو مسكنات بمنازلهم بكل سرور.

وقالت الدكتورة رشا الأصبحي إن المسكنات بمختلف أنواعها تؤدي إلى النوبات القلبية والفشل الكبدي والكلوي والضغط والصداع المتواصل، وكل مسكن له سلبيات قد تهدد حياة مستخدمه. وحسب الأصبحي فإن الأصحاء الذين يتناولون الأدوية المسكنة للأوجاع الخفيفة ولمكافحة الالتهابات "غير الستيرودية" يزيدون خطر إصابتهم بمشاكل في القلب، قد تؤدي إلى الوفاة وعلى مرضى القلب توخي تناول لائحة من أدوية من بينها "أيبوبروفين" وماركتها التجارية "أدفيل" و"مورتن" ودواء "ديكلوفيناك"، كما أن هذه الادوية تجعل مستخدمها غير المصاب بالقلب عرضة للمرض حيث أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يزداد عندما يتناول الأشخاص الأصحاء بعض هذه الأدوية.

وأكدت الأصبحي أن استخدام عقاقير علاج الصداع لفترات طويلة له انعكاسات سلبية، حيث تجعل مستخدمها مدمناً عليها، وهذا يتسبب في بروز أعراض الانسحاب إذا حاول الشخص التوقف عن تناول هذه المسكنات، وهذه الأعراض نفسها قد تلعب دوراً في التسبب بحالات الصداع‏ حيث يؤدي الاستخدام المفرط للمسكنات سنوات طويلة إلى حدوث تغيرات في الطرق الكهربائية بالدماغ المسؤولة عن نقل إشارات الألم،‏ ما يجعل الشخص أكثر استعداداً لحالات الصداع‏.‏ وتشمل المسكنات‏:‏ "الأسبرين" و"الباراسيتامول" وعقاقير مضادة للالتهابات والمسكنات القوية وأدوية الصداع‏، منوهة أنه لايجب استخدام مسكنات الصداع صورة متواصلة لمدة 15 يوماً لتفادي حدوث ذلك.

وأوضحت الأصبحي بأن استخدام المسكنات المفرط يؤدي إلى الإصابة بالتهاب أسفل المريء وجدار المعدة وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بقرحة المعدة والإثنا عشر‏،‏ وكذلك التهابات الكلى والكبد‏، محذرة السيدات اللاتي يعانين مشاكل في الكلى أو الكبد من تناول المسكنات لأنها تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكبدي أو الكلوي، كما تسبب الإصابة بالحساسية الجلدية والتي تتطور لدى من يعانين من الحساسية الصدرية إلى الربو الشعبي وقد تؤدي كثرة تناولها إلى انقباض الشعب الهوائية‏.

ولفتت الأصبحي إلى أن المرأة الحامل ينبغي عليها تجنب عقاقير مثل "الأسبرين" و"ايبوبروفين" في بداية فترة الحمل، كونها قد تسبب الإجهاض، مؤكدة أن تناول عقار "باراسيتامول" لا يزيد من مخاطر الإجهاض، ويرجع لأن هذا العقار يعمل فقط في النظام العصبي المركزي، في حين أن عقار "ايبوبروفين" يؤثر على الجسم، فيزيد من فرص الإجهاض. وأوصت بعدم استخدام المسكنات بمختلف أنواعها إلا بالضرورة والألم الشديد، ويجب عدم الإفراط بتناولها يومياً وعشوائيا، كون جميع المسكنات لها آثار سلبية تختلف حسب نوعها، ويجب استشارة الطبيب وعمل الفحوص اللازمة قبل استخدام أي مسكن.