أخصائية النساء والتوليد أستاذ الولادة الطبيعية

كشفت أخصائية النساء والتوليد أستاذ الولادة الطبيعية في الأكاديمية الأميركية للولادة الطبيعية الدكتورة هناء أبو القاسم عن أحدث طرق الولادة الطبيعية، وهي الولادة أسفل الماء.

وأفادت الدكتورة هناء أبو القاسم في حوار مع "فلسطين اليوم"، حول اكتشافها: "في الآونة الأخيرة لجأت العديد من السيدات الحوامل إلى الولادة القيصرية للتخلص من آلام الولادة الطبيعية على الرغم من خطورة الولادة القيصرية على الأم والجنين".

وأضافت: "الولادة القيصرية لا يمكن أن نلجأ لها إلا في حالات نادرة وحرجة جدًا لكن أصبحت الحامل هي التي تطلب أن تجري ولادة قيصرية خوفًا منها من الألم التي قد تتكبده نتيجة الولادة الطبيعية".

وتابعت: "كنت دائمًا أبحث عن أحدث طرق الولادات حول العالم حتى وجدت أن الولادة أسفل الماء هي نوع من الولادة الطبيعية بدون ألم وهو وتعمل به أكثر من 90 دولة على مستوى العالم، ويعد نهجًا علميًا متبع في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا منذ الثمانينات".

وأردفت: "تتم الولادة أسفل الماء بتحضير حوض مخصص من الماء مغطى بالكامل بعازل معقم للاستعمال الشخصي للحماية من العدوى ومصنوع من مواد لا تتفاعل مع الماء، والحوض يتسع للأم والطفل يتم وضع ماء دافئ بداخله بحيث يغطي منطقة الصدر عن الأم.

واستطردت: "فكرة الولادة تتمثل في أن تجلس الأم في هذه المياه الدافئة في الحوض حتى يحدث استرخاء تام للأم وبالتالي فمنطقة الحوض أيضًا سيحدث لها استرخاء، ومن ثم تقليل الألم من خلال نزول هرمون أندورفن الذي يعتبر مسكنًا طبيعيًا للجسم، وهرمون أوكسيتوسن المحفز لانقباضات الرحم والذي يعمل بعد نزول السيدة الحامل للمياه بـ 20 دقيقة مما يقلل تمامًا من الآلام والتي تحدث نتيجة لانقباضات الرحم".

واسترسلت: "مميزات الولادة أسفل الماء أن الأم لا تأخذ بنج مما يقلل من المخاطر التي تتعرض لها أثناء الولادة، وأن الجنين عندما ينزل بالماء يشعر وكأنه داخل بطن أمه تمامًا فهو يعيش داخل كيس ماء بالرحم وبالتالي فالبيئة التي ينزل بها لا تختلف كثيرًا بعكس ما يتردد أن الولادة أسفل الماء خطر على الطفل ، كما أنها مفيدة له تمامًا في منع التعرض لالتهاب الجهاز التنفسي، وتكلف العملية أقل كثيرًا من الولادة الطبيعة".

وواصلت الدكتورة حديثها: "من المميزات أيضًا لهذا النوع من الولادة أن الطفل المولود أسفل الماء يؤخذ في حضن الأم و يبدأ الرضاعة الطبيعية فور ولادته، مما يوطد علاقته بأمه ويصبح طفل شديد الترابط بها".

وحذرت الدكتورة هناء من أن هذه الطريقة من الولادة لا تناسب الأمهات اللاتي يعانين من الضغط والسكر وحالات الولادة المبكرة لما لها من تجهيزات طبية خاصة وحالات عدم استقرار وضعية الجنين في الشهر الأخير مما يستدعي الحذر، أي أنها مناسبة للأم التي حملها طبيعي وليس فيه أية مشكلات.

وعن كيفية إقناعها لأول حالة تقوم بولادتها تحت الماء، قالت: "منذ أربعة أعوام أثناء دراستي وبحثي لهذا النوع من الولادة، وجدت سيدة ترسل لي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لإجراء ولادة تحت الماء، فهي كانت سيدة مثقفة من المنصورة تبحث عن دكتور يتبع هذه الطريقة، خصوصًا أنها ولدت مرة طبيعي وأخرى قيصري، وبالفعل تواصلت معي وقمت بشراء الأدوات من الخارج وأجرينا الولادة، وكان تعليقها فيما بعد عن التجربة هو شعورها بالسعادة والألم الخفيف الذي لا يقارن بألم الولادة الطبيعي أو مشاكل الولادة القيصري. 

ووجهت الدكتورة نصيحة للأمهات الحوامل قائلة: "إن يوم الولادة، يوم يخلد في الذاكرة مدى الحياة، لذلك لابد أن تتذكريه بمتعة وفرحة على عكس الذين يربطونه بالآلام الحادة وتشكل عائقًا أمام رغبتهم بإنجاب أولاد جدد".