الدكتور مجدي بدران

أكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال، زميل معهد الطفولة، في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، أن الطين يرفع مناعة الجسم، ويحفز المخ على إنتاج الهرمون المسؤول عن السعادة وتقبل الآخرين.

وأوضح بدران، في حوار خاص مع "فلسطين اليوم"، أن الطين يعتبر بكتيريا صديقة تسمى "فاكي" وتعيش في التربة الزراعية وتقوم بتحفيز المخ على إنتاج هرمون السيروتونين وهو هرمون السعادة والمزاج العالي وتقبل الآخرين، وأنها  من ضمن الأسباب التي تفسر أن الفلاحين أكثر سعادة وبساطة من أبناء المدن، إذ يستنشقونها ويبلعونها, بينما يستنشق ساكنو المدن الحديثة ويبلعون الرصاص الذي يسبب العصبية ويقلل الذكاء، وأن الطين يعتبر سببًا من نبوغ أبناء الريف الذين يلعبون في طفولتهم في طين الأراضي الزراعية، ويجعلهم أكثر ذكاء وقدرة على التعلم  مقارنة بأبناء المدن الذين يتعرضون للرصاص.

وأضاف أن مادة السيروتونين هي هرمون السعادة والسرور والنشوة وزيادة الشهية, وموصل عصبي أيضاً، ولها دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج والشهية، وتعتبر مضادًا للاكتئاب والقلق والميول العدوانية، وآفاق جيدة لبكتيريا السعادة، وتفتح المجال لتصنيع لقاح للتطعيم ضد الاكتئاب، وتعتبر مضادًا  طبيعيًّا للاكتئاب؛ لأنها تحفز على السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ, ويمكن الحصول عليها من الجلوس أو الاحتكاك بالطين، وأن تكوين  الخلايا العصبية التي تنتج هذين المركبين تنشط وتزيد الذكاء والقدرة على التعلم، ووجد أن الفئران التي أطعمت هذه البكتيريا أصبحت أكثر ذكاءً وأسرع تفكيرًا من مثيلاتها التي لم تطعم هذه البكتيريا.

وتابع بدران أن التعامل مع الطين يخلص الإنسان من الشحنات الضارة أولًا بأول، وأنه في عالم اليوم الذي يعج بآلاف الموجات الكهرومغناطيسية تتجمع شحنات ضارة في الجسد تسبب نقصًا في مضادات الأكسدة وزيادة الشوارد الحرة الضارة, مما يساهم في إصابة البشر بالكثير من أمراض العصر، بدءًا من نقص المناعة مروراً بالتوتر ونهاية بالسرطان.

وأشار بدران إلى أن التلامس أولًا بأول مع الأرض بالسجود أو الجلوس أو النوم يقلل هذه الشحنات الضارة, ولهذا القرويون الذين يحتكون بالتربة الزراعية أوفر حظًا من سكان المدن، ولذلك فالصلاة تجعلنا أكثر استرخاءً إضافة إلى روحانيات العبادة، لاسيما أن الإنسان الحديث يعيش حياته رهين الجدران وحبيس الأسقف في المنزل أو العمل مقيدًا بأغلال الرتابة، ولكن القرويين أكثر تمتعًا بالسماوات المفتوحة من أهل المدن, ومجال عمل الفلاحين هو الحقول والمزارع الرحبة عديمة الجدران والأسقف، وأن الخروج إلى مكان مفتوح كحديقة أو نهر أو بحر أو شارع غير مزدحم بلا عوادم سيارات يفيد في الإقلال من التوتر قرين الإنسان الحديث حيث كان، ويكسب الراحة النفسية في الحياة بحرية بلا جدران أو أسقف، وأن  التسقف بالسماء يكسب الشعور بالرحابة وامتلاك العالم ، وأن الأماكن المفتوحة غير المزدحمة تحتوي على أكسجين بنسبة أكبر من الأماكن المغلقة وبالتالي تكسب الحيوية والتجدد والنشاط.

واختتم استشاري الأطفال بأن تناول الخضروات والفاكهة الطازجة بصورة منتظمة أسهل طرق لرفع المناعة، حيث توفر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الطبيعية، ولذا فأهل الريف لديهم فرص أفضل من أهل المدن في الحصول على هذه الأطعمة بصورة طازجة بعيدًا عن الأطعمة المجمدة المليئة بالآلاف من المواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة.