الهدنة في اليمن مهددة بالانهيار

أطلق الحوثيون صواريخ كاتيوشا على السعودية، بينما أبلغ سكان عن تعرض محافظة يمنية حدودية لضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال الحوثيون إن الصواريخ استهدفت قاعدة عسكرية في نجران بجنوب المملكة، ردا على القصف السعودي لقرى يمنية على الحدود.

ولم يرد أي تعليق فوري من التحالف الذي تقوده السعودية على ما ذكره الحوثيون.

وكان التحالف، الذي يقاتل الحوثيين لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، أعلن هدنة ليل الجمعة كخطوة لإنهاء الحرب المستعرة منذ 20 شهرا، والتي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وتسببت في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس، الأحد، بأن العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لم تتعرض لأي غارات جوية منذ بدء سريان الهدنة ظهر السبت.

لكن مناطق أخرى شهدت مواجهات، على غرار ميدي في شمال غرب البلاد، حيث خلفت المعارك سبعة قتلى، هم أربعة متمردين وثلاثة عناصر في القوات الحكومية، وفق مسؤول عسكري يمني.

وأفاد مصدر طبي بأن قسم غسل الكلى في المستشفى العسكري في تعز (شرق المدينة) أصيب واندلعت فيه النيران، محملا الحوثيين مسؤولية القصف.

وأصيب ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال مساء بصواريخ أطلقها المتمردون على وسط تعز، وفق مصادر عسكرية وطبية.

وفي المحصلة، قتل 18 مدنيا وأصيب 27 أخرون في محافظة تعز منذ بدء الهدنة. وتحدثت لجنة عسكرية حكومية، في بيان، عن تسجيل 195 انتهاكا للهدنة من جانب المتمردين في هذه المحافظة.

بالتوازي مع ذلك، أبلغ سكان في محافظة حجة اليمنية بأقصى شمال البلاد عن وقوع ضربات جوية من التحالف.

وفي تصريحات لفرانس برس، أشار المتحدث باسم التحالف العربي اللواء الركن أحمد عسيري ألى أعمال عنف أيضا في تعز (جنوب غرب)، ثالث مدن البلاد حيث "لا يزال يسجل إطلاق نار (من المتمردين) على السكان"، مؤكدا أنه "لم يتوقف".

وفي تصريح صحفي آخر، قال عسيري "إن خروقات الحوثي لوقف إطلاق النار تجاوزت الحصر وإن الهدنة قد لا تمدد".

وقال المتحدث باسم قوات التحالف، في مكالمة هاتفية مع (سي.إن.إن): "التحالف العربي، استجاب لرغبة الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي وأعلن الهدنة، ولكن أي هدنة دون وجود مراقبة على الأرض غير مجدية لأننا أمام ميليشيات مسلحة".

وهدنة السبت، هي السادسة منذ مارس/آذار 2015، تاريخ بدء عمليات التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم.

وقبل إعلان الهدنة بثلاثة أيام، رفضت حكومة هادي إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الأطراف المتحاربة وافقت على هدنة مفتوحة للعمل باتجاه تشكيل حكومة وحدة.

وشكت حكومة هادي من أنه لم يجر استشارتها بشأن الاتفاق الذي كشف عنه كيري، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد زيارة إلى سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة. وقالت إن الاتفاق لم يتطرق إلى مطالبة الحوثيين بالانسحاب من المدن التي سيطروا عليها في العام 2014.

وشكك الحوثيون بدورهم في الهدنة التي أعلنها التحالف لمدة 48 ساعة، وقالوا إن هدفها هو تقويض الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في عمان الأسبوع الماضي.

من جانبه، قال إسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إن الأطراف وافقت على استئناف اجتماعات "لجنة التنسيق والتهدئة" بنشر ممثلين في جنوب السعودية.

وقال ولد الشيح أحمد إن بنود التهدئة وشروطها تشمل وقفا تاما وشاملا للأنشطة العسكرية.