المستشارة الالمانية انغيلا ميركل

 يعقد وزراء داخلية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الخميس اجتماعا ليومين في بروكسل لبحث ازمة الهجرة وخصوصا خطة العمل التي اعدها الاتحاد وتركيا فيما باتت طريق البلقان مغلقة امام المهاجرين.

ويرى دبلوماسيون ان الاقتراحات المقدمة من تركيا تحتاج الى مزيد من البحث بين رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك وانقرة، قبل ان تطرح للنقاش على الدول الاعضاء في الاتحاد.

والشق الابرز في مسودة الاتفاق التي احتجت عليها منظمات غير حكومية ولا تحظى باجماع الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد، يتضمن موافقة تركيا على ان تعيد الى اراضيها طالبي اللجوء الذين وصلوا بطريقة غير شرعية الى اليونان، بمن فيهم السوريون الفارون من الحرب في بلادهم.

في المقابل يتعهد الاوروبيون باستقبال لاجئ سوري من مخيمات في تركيا مقابل كل سوري تستقبله تركيا من اليونان.

كما طلبت انقرة من بروكسل مضاعفة المساعدة الاوروبية الموعودة اليها من ثلاثة الى ستة مليارات يورو لاستيعاب 2,7 مليون سوري متواجدين على اراضيها.

وطلبت تركيا ايضا الغاء تأشيرات الدخول المفروضة على رعايها في دول فضاء شنغن "بحلول حزيران/يونيو". وتطالب ايضا بتسريع المفاوضات الهادفة لانضمامها الى الاتحاد الاوروبي.

وسينظر القادرة الاوروبيون في خطة العمل مع تركيا ويضعون اللمسات الاخيرة عليها بحلول القمة المقبلة المرتقبة في 17 و 18 اذار/مارس في بروكسل.

وباتت طريق البلقان مغلقة الاربعاء بعد قرار سلوفينا عدم السماح بمرور لاجئين عبر اراضيها، في اجراء هدفه ثني المهاجرين الجدد عن القدوم الى اوروبا لكنه يزيد مخاطر حصول ازمة انسانية في اليونان.

وانتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس الاجراءات الاحادية الجانب التي اتخذتها الدول الواقعة على طريق البلقان معتبرة ان اغلاقها امام المهاجرين "لا يحل المشكلة".

وقالت ميركل لاذاعة "أم دي ار" العامة "لا نحل المشكلة عبر اتخاذ قرار احادي الجانب". واضافت "اذا لم نتمكن من التوصل الى اتفاق مع تركيا، فلن تتمكن اليونان من تحمل عبء (المهاجرين) لفترة اطول".

وقال رئيس الوزراء السلوفيني ميرو سيرار "ان طريق البلقان للهجرة غير الشرعية لم تعد قائمة" بعدما اغلقت بلاده ليلا حدودها امام المهاجرين الذين لا يحملون تأشيرات دخول في اجراء سارعت كرواتيا وصربيا الى اعتماده. ومنذ الاثنين لم تعد تسمح مقدونيا بدخول اي مهاجر من اليونان.

ورحب توسك بهذا التطور قائلا ان "تدفق المهاجرين غير الشرعي على طريق البلقان الغربي انتهى. انها ليست تحركات احادية الجانب وانما قرار مشترك من الدول الاعضاء ال28".

واضاف رئيس المجلس الاوروبي "اشكر دول البلقان الغربي على تطبيق قسم من الاستراتيجية الشاملة للاتحاد الاوروبي لمواجهة ازمة الهجرة".

وباستثناء الحالات "الانسانية"، اصبحت هذه الدول تسمح فقط بدخول المهاجرين الراغبين في طلب اللجوء اليها، وهم اقلية من بين 850 الف شخص وصلوا الى الجزر اليونانية السنة الماضية انطلاقا من السواحل التركية لبلوغ اوروبا الشمالية وخصوصا المانيا.

وبعد القيود التي فرضتها عدة دول في الاسابيع الماضية على حدود طريق البلقان، من مقدونيا الى النمسا، تراجع كثيرا عدد المهاجرين الذين يسمح لهم بالدخول.

وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز"لقد سحبنا من الناس دافع التوجه الى اوروبا، انها نهاية جوازات المرور التي اجتذبت عددا اكبر من المهاجرين". واضاف ان "سياسة +الدعوة+ اعطت آمالا واهية للناس وادت اليوم الى وجود اشخاص عالقين في اليونان" في اشارة الى اعلان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الصيف الماضي ان بلادها ستستقبل بكثافة المهاجرين السوريين.

اعلنت المجر الاربعاء انها شددت المراقبة على حدودها مؤكدة انها سترسل تعزيزات من الشرطة والجيش بعد اغلاق طريق البلقان امام الهجرة.

وقالت وزارة الداخلية انها وسعت "حالة ازمة الهجرة" المطبقة منذ اشهر عدة في المناطق الحدودية مع صربيا، لتشمل كامل البلاد. وتنص الخطة الجديدة التي اعلنتها الحكومة على ارسال "الاف عدة من رجال الشرطة والجنود" الى هذه الحدود.

وتحاول اليونان اقناع حوالى 40 الف مهاجر اصبحوا عالقين في البلاد بعد القيود التي فرضتها دول البلقان، بالعودة الى مراكز الاستقبال التي اعدت بشكل طارىء لتجنب تدهور الوضع على الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا.

وعلى هذه الحدود غالبية المهاجرين هم سوريون وعراقيون وبينهم العديد من الاطفال ينتظرون في ظروف صعبة.

والاربعاء انتقد النواب الاوروبيون بشدة في ستراسبورغ مشروع الاتفاق واتهموا القادة الاوروبيين بانهم "رضخوا لابتزاز" انقرة.

لكن مفوض الامم المتحدة الاعلى للاجئين فيليبو غراندي عبر عن "قلقه الشديد" ازاء اي ترتيب يتضمن "اعادة اشخاص من دولة الى اخرى بشكل عشوائي ولا يعطي تفاصيل حول ضمانات حماية اللاجئين بموجب القانون الدولي".