التهديد المتنامي لـ"داعش"

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن فرع تنظيم "داعش" في ليبيا نجح في الفترة الأخيرة في تعميق نفوذه في مساحة كبيرة من القارة الأفريقية، تمكن على إثرها من استقطاب أعداد كبيرة من المقاتلين الجدد الى صفوفه من دول مثل السنغال وتشاد وغيرها، الأمر الذي حذا بالسلطات الإفريقية وحلفائها الغربيين الى تعزيز جهودهم لمكافحة هذا التهديد المتنامي سريعا. وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الضربات الجوية التي نفذتها طائرات أمريكية في شمال غرب ليبيا يوم الجمعة الماضي، والتي نجحت في تدمير معسكر تدريب تابع لـ "داعش" واستهدفت متشددا بارزا له صلات بهجومين كبيرين في تونس العام الماضي، تؤكد على وجود مشكلة حقيقية في تنامي خطر "داعش" في ليبيا.

وأشارت إلى أنه رغم انخفاض أعداد مقاتلي "داعش" في سوريا والعراق من نحو 31 الفا و500 مقاتل الى 25 الف مقاتل فقط، وهو ما يعود جزئيا الى الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد التنظيم هناك، إلا أن أعداد المقاتلين بين صفوف التنظيم تضاعف تقريبا في ليبيا خلال الفترة ذاتها، ليصل إلى قرابة 6500 مقاتل. وكان المدير العام لوكالة الإستخبارات المركزية (سي.آي.إيه)، جون برينان، قد قال في جلسة سابقة لمجلس الشيوخ إن "ليبيا أصبحت بمثابة مغناطيس لجذب المقاتلين، ليس من داخل ليبيا فقط، ولكن من القارة الأفريقية وخارجها أيضا".

ويأتي تنامي تهديدات "داعش" في ليبيا في وقت يضغط فيه كثير من المستشارين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين على الرئيس باراك أوباما للموافقة على توسيع إطار استخدام القوة العسكرية في ليبيا، بهدف فتح جبهة قتال أخرى ضد "داعش". وتقول "نيويورك تايمز"، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين، مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، يحاولون المساعدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، قبل اللجوء الى استخدام أي قوة عسكرية موسعة هناك، مشيرة إلى أن الهدف من تشكيل مثل هذه السلطة المركزية الجديدة هو حشد وتوحيد عشرات الميليشيات العسكرية المنقسمة للقتال ضد عدو مشترك، ألا وهو تنظيم "داعش".