رئيس الاكوادور رافاييل كوريا مستقبلا البابا فرنسيس

وصل البابا فرنسيس الاحد الى الاكوادور في مستهل جولة تستمر ثمانية ايام في اميركا الجنوبية، مذكرا اياها لدى وصوله الى كيتو بما يتوجب عليها "حيال الضعفاء والمعوزين".

وقال الحبر الاعظم في كلمته في مطار ماريسكال سوكري في كيتو التي وصلها في الساعة 14,45 بالتوقيت المحلي (19,35 ت غ)، ان "التقدم والتنمية (الاقتصادية) القائمة (في اميركا الجنوبية) يضمنان مستقبلا افضل للجميع".

واضاف اول بابا يسوعي من اميركا اللاتينية في التاريخ، "لكن يتعين ايلاء الضعفاء والاقليات المهمشة انتباها خاصا، ويتعين على اميركا اللاتينية الاهتمام بهم".

وكان الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا استقبل البابا على درج الطائرة.

وقد استقبلت مجموعة من اطفال السكان الاصليين بأزيائهم التقليدية البابا فرنسيس الذي استمع طوال دقائق الى الحان عزفتها اوركسترا سيمفونية.

ثم غادر المطار على متن سيارة صغيرة الى السفارة البابوية، وقد حيته جموع لوحت بالاعلام البيضاء على جانبي الطريق.

وكان البابا (78 عاما) الذي سيغادر الاكوادور الاربعاء الى بوليفيا قبل ان يزور من الجمعة الى الاحد الباراغواي، شارك في الايام العالمية للشبيبة في البرازيل في 2013.

وفي برقية بعث بها الى الرئيسين الفنزويلي نيكولا مادورو والكولومبي خوان مانويل سانتوس لدى تحليق طائرته في الاجواء الفنزويلية، دعا البابا ايضا الى "تعايش سلمي" في فنزويلا وكولومبيا اللتين تواجهان اضطرابات داخلية.

وفي هذه الرحلة التاسعة التي يقوم بها البابا فرنسيس الى الخارج يزور ثلاث دول يشكل الكاثوليك غالبية سكانها، وواجهت تاريخا طويلا من الفقر والفوارق الاجتماعية التي تمس اساسا السكان الاصليين.

وسيلقي 22 خطابا ويستقل الطائرة سبع مرات لاجتياز 24 الف كلم.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الاب دافيد دو لا توري المتحدث باسم المؤتمر الاسقفي الاكوادوري ان الكنيسة تأمل في ان يوجه البابا "رسالة قوية حتى نحول انظارنا فعلا الى الضواحي، ناحية المعوزين والمهمشين".

ويستقبل الاكوادوريون الذين عمد بعض منهم الى طلاء منازلهم ورفعوا رايات الترحيب، حبرا اعظم للمرة الثانية بعد زيارة يوحنا بولس الثاني في 1985.

وفي تلك الفترة كان 94% من السكان يقولون انهم كاثوليك، وقد تراجع هذا الرقم الى 80% من اصل عددهم البالغ 16 مليون نسمة اليوم.

ويترافق هذا التراجع مع التقدم الاستثنائي للحركات الانجيلية التي تمكنت من اجتذاب سكان البلاد الاصليين  الذين خذلهم تراجع اهتمام الكنيسة الكاثوليكية بهم.

وفي الاكوادور، سيحتفل البابا فرنسيس بقداسين في الهواء الطلق، في غوياكيل (جنوب غرب) الاثنين، والثاني في كيتو الثلاثاء حيث من المتوقع مشاركة ثلاثة ملايين شخص بينهم الاف من كولومبيا والبيرو.

وقالت ربة المنزل ماريا كريولو (44 عاما) على مدخل كنيسة في كيتو "احب عظات البابا. انا من محبي القديس فرنسيس الاسيزي، واحب البابا لانه متواضع ومحب مثله، ولأنه يعتبر الماء شقيقته والعصافير اخوته".

وتأتي زيارة البابا الى الاكوادور في اطار من التوتر السياسي بسبب قرار الرئيس كوريا الذي يترشح بصفته "كاثوليكيا يؤمن بمبادىء اليسار الانسانية"، ويواجه منذ شهر تظاهرات تعارض سياسته الاشتراكية التوجه.

ولدى نزوله من الطائرة، دعا البابا فرنسيس الاكوادوريين الى استلهام الانجيل من اجل "تسهيل الحوار والمشاركة من دون استبعاد احد".

وسيجري هذا البابا الذي يعنى كثيرا بالشؤون السياسية لقاءات ايضا خلال رحلته مع ايفو موراليس (بوليفيا) الرئيس التقدمي الكاثوليكي الآخر، والرئيس المحافظ ايضا هوراسيو كارتيس (الباراغواي) وعددا من القادة الاخرين، بينهم الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر.

وسيزور البابا واحدا من السجون المحاطة بتدابير امنية مشددة ويعتبر الاسوأ في القارة، وهو سجن بالماسولا القريب من سانتا كروز في بوليفيا.