وقعت فرنسا وقطر الاثنين عقدا ضخما لبيع 24 طائرة رافال فرنسية للدوحة بحضور الرئيس فرنسوا هولاند وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتبلغ قيمة العقد 6,3  مليارات يورو ووقعه في الدوحة رئيس مجلس ادارة شركة داسو للطيران اريك ترابيه وعن قطر اللواء الركن طيار احمد المالكي الذي اشرف على المفاوضات، وفق ما افاد مراسل فرانس برس.

ووقع عقد مماثل بين المالكي وانطوان بوفييه رئيس مجلس ادارة شركة "ام بي دي اي" الاوروبية المصنعة للصواريخ التي تزود رافال بالسلاح.

وقال الرئيس الفرنسي خلال حفل التوقيع انه "خيار جيد" متوجها بحديثه الى المالكي.

وقال هولاند "اذا كنا متواجدين هنا في قطر، فذلك لان هناك تاريخا طويلا وايضا لان فرنسا ينظر اليها كدولة موثوقة (...) هذه المصداقية تتيح ان يكون لدينا مع شركائنا-اليوم قطر وبالامس دول اخرى مصر والهند، وفي الغد دول اخرى ايضا- ثقة تترجم عبر عقد مهم بالنسبة للرافال".

وقال ان فرنسا تعمل في الشرق الاوسط "على ايجاد حلول سياسية وكذلك دعم العمليات حين تكون لازمة على الصعيد العسكري. نحرص في سوريا على التوصل الى انتقال لا يشمل (الرئيس السوري) بشار الاسد، لكن يجمع كل اطياف المعارضة ويتيح فتح حوار مع قسم من النظام".

واضاف هولاند "نحن ايضا متواجدون ضمن التحالف في العراق للتحرك ضد الارهاب ونشارك في الجهود الدبلوماسية للتوصل الى اتفاق مع ايران حول الملف النووي".

وخلص الرئيس الفرنسي "لكل هذه الاسباب، تلقيت دعوة لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي غدا. انه شرف لفرنسا وبادرة صداقة وثقة ودليل على انه لا يزال ينظر الينا كقوة لكن كقوة تعمل من اجل السلام".
الى ذلك وقع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية على عقد ثالث بين الدولتين يتعلق بتدريب 36 طيارا ومئة ميكانيكي، ويتضمن ايضا مسائل اخرى من بينها تدريب ضباط في الاستخبارات.

وقال ترابيه ان توقيع العقد هو مصدر "سرور لشركة داسو، وسرور كبير لفريق فرنسا"، كما انه "نتيجة عمل شاق للفريق".

وهو ثالث عقد توقعه فرنسا لبيع طائرات رافال الى دولة اجنبية بعد مصر (24 طائرة في شباط/فبراير) والهند (36 طائرة في نيسان/ابريل). وزار لودريان الامارات الاحد حيث بحث ايضا شراء طائرات مقاتلة فرنسية.

ومن بين الطائرات الـ24 التي اشترتها قطر، ستة من مقعدين و18 من مقعد واحد. وبحسب ترابيه، فان لدى قطر خيار شراء 12 طائرة مقاتلة اضافية.

وبعد التوقيع على العقد التقى الرئيس الفرنسي امير قطر وتطرق البحث الى الازمات الاقليمية وبينها الحرب في اليمن.

الى ذلك سيكون اليمن من المواضيع الرئيسية على جدول اعمال قمة مجلس التعاون الخليجي التي سيحضرها الرئيس الفرنسي الثلاثاء في السعودية .

واعلنت الرياض احتمال التوصل الى هدنات في بعض المناطق من اليمن لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى السكان.

ووصل هولاند بعد ظهر الاثنين الى الرياض اتيا من الدوحة، حيث سيكون الثلاثاء "ضيف شرف" على قمة مجلس التعاون الخليجي.

ومساء الاثنين سيكون هولاند اول رئيس دولة غربية يلتقي العاهل السعودي الملك سلمان منذ التعديلات في السلطة التي اعلنت في المملكة الاسبوع الماضي.

وسيلتقي هولاند ايضا مساء الاثنين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي غادر بلاده في اذار/مارس الماضي ولجأ الى الرياض بعد وصول المعارك الى عدن في جنوب البلاد.

ومن المقرر ان يتم التوقيع خلال هذه الزيارة على اعلان فرنسي سعودي يتضمن "خريطة طريق" سياسية واقتصادية واستراتيجية وعسكرية، بحسب ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.

ومن المواضيع التي ستبحث الثلاثاء خلال لقاء هولاند مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم اضافة الى السعودية الكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر، البرنامج النووي الايراني ومكافحة الارهاب المتمثل خاصة بتنظيم الدولة الاسلامية والحرب في اليمن.

وباستثناء سلطنة عمان تشارك كل دول مجلس التعاون الخليجي في التحالف العربي الذي يشن غارات في اليمن منذ السادس والعشرين من اذار/مارس على مواقع الحوثيين الشيعة وحلفائهم.

كما يلتقي هولاند صباح الثلاثاء رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري في الرياض.