شخص من الجهاديون البريطانيون في سورية

تعهد الجهاديون البريطانيون في سورية بالقتال حتى الموت السبت، إذ واجهوا الإبادة على أيدي القوات الروسية، هؤلاء المقاتلون المتطرفون هم من بين آخر المقاتلين الغربيين المتبقين في محافظة إدلب شمال غرب سورية، حيث يرفضون إلقاء أسلحتهم بينما تستعد قوات متحالفة مع روسيا والنظام السوري لشن هجوم نهائي.

وقال عامر دغايس، 24 عاما، الذي توفي أخواه الصغيران وهو يقاتل، إنه لا يستطيع العودة إلى المملكة المتحدة، إذ سيواجه تهما بالإرهاب، وأنكر الجهادي المولود في برايتون، وكان يرتدي قميصا كاكيا ذا طابع عسكري، أن المقاتلين الغربيين جعلوا الحياة أسوأ بالنسبة إلى السوريين، وقال "إذا كنت أصدق ذلك لكنت ذهبت منذ فترة طويلة.. بالنسبة إلي.. سورية.. هناك دائما تغييرات، هناك دائما عقبات، هناك دائما صعوبة. لكن الفرق بيني وبين غيري هو أن لدي إيمانا"، وعندما سألته هيئة الإذاعة البريطانية عما إذا كان غير مرحب به في البلاد، قال: "لم يطلب مني أحد المغادرة أو قال إنني جعلت الأمور أسوأ، لأكون صادقًا معكم".

وأكد مقاتل بريطاني زميل، معروف فقط باسم أبويوسف، أنه وعامر كانا من بين 6 جهاديين بريطانيين بقوا في المنطقة، تم تصوير يوسف يقوم بالملاكمة وممارسة التمارين الرياضية بينما كان يرتدي تي شيرت "ليفربول 2015 نصف الماراثون"، ومتحدثا بلكنة إنجليزية جنوبية عبر الإنترنت، قال إن إلقاء أسلحته سيعرضه ويعرض غيره للخطر، قال: "إذا تخليت عن أسلحتي الآن ما هو الضمان الذي لديّ بأن النظام لن يستمر في الاغتصاب والقتل؟ بالطبع، ليس هناك ضمان لا توجد قوة عظمى ستأتي لإنقاذ الموقف فقط لأنني تخليت عن سلاحي، هؤلاء السوريون، إخواني المسلمون هنا، حتى غير المسلمين إذا استطاع أن يطمئنني بأنهم لن يذبحوا، ويغتصبوا، ويقمعوا، بعد اختفائي، فليأتِ ويقدم لي ضمان".

تستمرّ أجهزة الأمن بمراقبة نشاطات عامر ورفاقه في منطقة الشرق الأوسط، منذ أن سافر إلى سورية قبل 5 أعوام، تزوج وأنجب طفلة بينما كان يقاتل في الخطوط الأمامية، وقُتل أخواه عبدالله، 18 عاما، وجعفر، 17 عاما، بعدما تبعاه إلى سورية، توفي جعفر في 2014، وعبدالله في عام 2016، وتعرض والدهما أبوبكر دغايس (50 عاما) لتحقيق مكثف بشأن تربية أبنائه وتعريضهم للتأثر بالمتطرفين، وكان شقيقه عمر دغايس حصل على تعويضات كبيرة بعد سجنه في غوانتانامو لمدة 6 أعوام، ويرتبط عامر دغايس بحياة تحرير الشام -سابقا جبهة النصرة وكانت في تحالف مع القاعدة- التي يشتبه في ارتكابها أعمال وحشية وتعذيب.

وافقت القوات الروسية والتركية على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب لكنها حذرت المقاتلين الأجانب الذين يجب عليهم المغادرة بحلول 15 أكتوبر، لقد أطلقوا بالفعل موجات من الضربات الجوية على الحدود الجنوبية للمقاطعة، مما أثار المخاوف من المزيد من القتال.

يقدّر المراقبون أن هناك 70.000 من المتمردين بين السكان المدنيين، والذين رفضت أغلبيتهم في السابق الاستسلام، ويقول دبلوماسيون إنهم يضمون العشرات من البريطانيين والهولنديين والألمان، وتعهدت سلطات المملكة المتحدة باعتقال ومحاكمة أي شخص يشتبه في دعمه أو مكافحته لجماعات إرهابية في سورية، لكن العديد من المتطرفين المشتبه بهم لا يزالون في الشوارع بعد أن كافح المحققون للعثور على أدلة تربطهم بالجماعات.