زوجان باكستانيان متشددان يضمران مشاعر الكراهية

بدا الزوجان البريطانيان الشابان الذان انتقلا إلى شارع سانت أغاتا في برمنغهام، عاديين، ففي كل صباح، كانا يغادران المنزل معًا . وكان الزوج يرتدى بدلته ويركب سيارته "الفورد" وينزل زوجته إلى حضانة أطفال مجاورة، إذ تعمل بها كمسؤولة إدارية، قبل أن يواصل الرحلة القصيرة إلى شركة المحاسبة التي تديرها عائلة حيث كان يعمل منذ ترك الكلية.

واتفق الجميع على أن العروسين "اميرايت ميرزا ​​"وزوجته الحامل " مديحة طاهر"  إضافة إلى الشارع الأكثر شعبية والذي يعج بالأسر الشابة. لكن علاقات برمنغهام مع التطرف الإسلامي والإرهاب في السنوات الأخيرة ظلت على الجانب الإيجابي الذي قدمته الجالية الإسلامية للمدينة الثانية في بريطانيا، ولم يثر الزوجان العشرينان الريبة إطلاقا عندما تزوجا في عام  2016 اذ لم يكونا متشددين دينيًا وكانا يقومان بالفرائض كأي فرد مسلم طبيعي، وكانا يعيشان الحياة البريطانية العادية.

ولم يظهر على الزوجين الباكستانيين الأصل أية شئ من تراثهم سوى حجاب مديحة طاهر حتى أنها لا ترتدي البرقع البكستاني، إذ لم ترتديه مديحة الحجاب في مرحلة الثانوية حتى ويذكر بعض الأشخاص أنها أدت رقصة مع صديقتها على إحدى أنغام ريحانا، ولم تكن حياتهما سوى كذبة بما في ذلك زواجهما على الطريقة الإسلامية، إذ أنهما يكرهان المجتمع البريطاني فهما أشبه "بالسيدة والسيد جهادي".

وقد وجد المحققون في المنزل دمية بالحجم الطبيعي لديها قطع عبر الجبين والحنجرة والبطن، نتيجة لدورات تدريبية مرضية عندما استخدم ميرزا ​​سكينا للتدريب على فنون الدفاع عن النفس من أجل ممارسة قتل وتشويه "الكفار" - غير المسلمين، وفي وقت لاحق اشترت الزوجة سكينًا حقيقيًا والذي أراد الزوج استخدامه، في الهجوم الإرهابي الفعلي الذي كانا يخططان له، لو لم يتم القبض عليه. وقد اكتشف المحققون عددًا من الأهداف المحتملة على جهاز الكمبيوتر المنزلي للزوجين. وشملت عمليات البحث على الإنترنت على غوغل "ثكنات في برمنغهام" و "الجيش الإقليمي في برمنغهام"، فضلا عن قوائم المجتمعات اليهودية في برمنجهام ولندن، والبحث عن مقاطع فيديو دعائية عن تنظيم داعش.

وأفاد الخبراء بأنه في الشراكات الجنائية في كثير من الأحيان يوجد شخص يقود وشخص يتبع. لذا سيكون من السهل جدا وضع فتاة جميلة سمراء نمطية لتلعب دورها مديحة طاهر كتابع . وعلى الرغم من أن زوجها قد يكون هوالبداية الدافعة للمؤامرة، أصبحت هى مشاركة له، وهذا من الرسائل النصية بينهما إذ وصفها الزوج في رسالة بأنها "الشريك المثالي وسولجا (الجندي)" وتساوى الزوجان في القضاء ويتم محاكمتهما حاليًا وسيصدر الحكم النهائي الشهر المقبل ".

وقد ولدت مديحة لأم وأب وأبيها، والذي يعمل كمشرف سكة حديد ويعمل أيضًا في مستودع أثاث منزلي، في برمنغهام وهي الثانية بين أربع شقيقات وذهبت إلى ثورنتون الابتدائية، واحدة من الأكثر شعبية في المدينة التي تجذب ما يقرب من سبعة طلبات لكل مكان. وكانت مديحة من الطلاب المجتهدات في المدرسة، اذ درست في وقت لاحق في مدرسة هودج هيل للفتيات، وحققت أعلى الدرجات، ولفترة قريبة كانت تعمل في بيع بعض المنتجات على الإنترنت مثل الأحذية والشنط والمجوهرات والكتب ومواد التجميل.

أما الزوج فقد جاء ميرزا ​​من عائلة كبيرة. كان والده يمتلك مطعمًا، ولديه اخ يدعى زينون يبلغ 23عامًا فهو واحد من خمسة أطفال، ذهب إلى مدرسة سالتلي، الآن أكاديمية، ريا، لم يظهر ميرزا ​​أي علامات واضحة على التطرف فكان اهتمامه الرئيسي كان "التدريب" وفنون القتال المختلطة. كان من محبي بير غريلز، ومغامر التلفزيون وبرامج البقاء على قيد الحياة .

فى وقت سابق، كشف المحققون عن نية الداعشيين من خلال رسائلهما النصية، إذا قال ميرزا إنه يريد طعن شخص 27 مرة وأجابته الزوجه "يبدو هذا مرضيا جدا. وقبل عدة أشهر من زواجهما، قالت طاهر إنها في حاجة إلى زوج شجاع للقتل من أجلها قائلة : "هل يمكننا أن نتزوج بالفعل. "أريد منك أن تقتل لي، ولدي قائمة وتضمنت القائمة اسم الكاتبة ميلونلين كاتي هوبكنز. وكانت الشرطة قد اعتقلت ميرزا ​​في حركة المرور خلال ساعة الذروة في مارس/أذار الماضي وسط مخاوف من أن مؤامرة الهجوم التي يخطط لها الزوجان ستُؤتي ثمارها.