الأرملة البيضاء

قُتلت الجهادية البريطانية سالي جونز في غارة لطيارة دون طيار بعد أن خفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قواعد تعليق العمليات بسبب مخاوف "الأضرار الجانبية". ويعتقد أنَّ السلطة الجديدة التي أعطاها الرئيس الأميركي إلى وكالة المخابرات المركزية قد تسببت في وفاة جوجو ابن الأرملة البيضاء (12 عامًا) الذي نقلته والدته إلى سورية في عام 2013.

وخففت إدارة ترامب القيود المفروضة على الطائرات دون طيار في مارس/أذار من هذا العام، مما أدى إلى إزالة شرط "شبه مؤكد" بعدم وقوع وفيات بين المدنيين. وقد سمح للبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية بالمزيد من القوة لشن ضربات ضد إرهابيي "داعش" دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض. وقد قتلت أم جونز، من كينت، في قصف في يونيو/ حزيران، لكن وفاتها ظلت سرًا بسبب المخاوف من وفاة ابنها أيضا. وقالت مصادر لصحيفة "التايمز" إنَّ وفاة جوجو كان من الممكن تجنبه مهما كان الثمن، لكن الأميركيين اعتبروا إمكانية وجوده مع والدته كـ"ضرر جانبي".

وطالب كليف لويس، رئيس المجموعة البرلمانية للطائرات دون طيار، بالرد على المعلومات التي تم تبادلها بين أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية، وما هي التدابير التي اتخذت لمنع قتل الطفل جوجو. وكان جوجو يُشارك في أشرطة الفيديو الدعائية للتنظيم. وظهر الصبي في مقطع فيديو لـ"داعش" مدته تسع دقائق صدر العام الماضي إذ كان الصبي يطلق النار على سجين أسير. وقد رفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التعليق على الهجوم.

وتأتي رسالة تحدي التحالف بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع البريطاني السير مايكل فالون للبريطانيين الذين يقاتلون مع "داعش" في سورية أنهم قد يتعرضون للقصف "كل ساعة في كل يوم" عبر سلاح الجو الملكي البريطاني. وأصدر السيد فالون التحذير شديد اللهجة بعد أن رفض زعيم حزب العمال جيريمي كوربين تأكيد أنه كان قد يأمر الطائرات دون طيار التي قتلت الإرهابية "الأرملة البيضاء". وقال السيد كوبين إنه يريد إلقاء القبض على الإرهابيين ومحاكمتهم بدلًا من أن يتعرضوا للقصف.

وفى حديثه في وزارة الخارجية الليلة قال السير مايكل إنه لا يستطيع التعليق على الهجوم الذي شنته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. لكنه قال: "أستطيع أن أؤكد أنه إذا كنت مواطنا بريطانيا في العراق أو سورية، وإذا اخترت أن تحارب من أجل تنظيم "داعش"، وهي منظمة غير قانونية تستعد وتلهم الهجمات الإرهابية في شوارعنا، فإنك جعلت نفسك الهدف المشروع للقصف".

وأضاف: "أنت مُعرض للخطر كل ساعة من كل يوم". "أنت تعرض للخطر كل ساعة من كل يوم من كونه على نهاية خاطئة من سلاح الجو الملكي البريطاني أو الصاروخ الأميركي". وأفادت تقارير أمس أن سالي جونز لم تُحاول الفرار من سورية عندما قتلت في ضربة الطائرات دون طيار الأميركية. وفي وقت سابق هربت جونز، من شاثام في مقاطعة كينت، إلى سورية مع ابنها في عام 2013 قبل أن تُصبح مُجندة لدى تنظيم "داعش".

ورفضت فرقة العمل المشتركة، "عملية الحل المتأصل" تأكيد ما إذا كانت جونز قد قتلت في ضربة التحالف. وكتب الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم عملية الحل المتأصل على تويتر: "لا يمكن تأكيد وفاة سالي جونز نتيجة لقصف التحالف. فرقة العمل المشتركة تسعى للقضاء على أفراد داعش، بغض النظر عن أصلهم". وتأتي رسالة تحدي التحالف بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع البريطاني السير مايكل فالون للبريطانيين الذين يقاتلون من مع داعش في سورية أنهم قد يتعرضون للقصف "كل ساعة في كل يوم" عبر سلاح الجو الملكي البريطاني.