كعك العيد

يحتفل المسلمون بمختلف ألسنتهم وألوانهم (عجم وعرب، أبيض وأسود) بيوم عيد الفطر المبارك بعد إتمام صيام الشهر الفضيل شهر الخير والبركة (رمضان)، رغم اختلاف بعض العادات والتقاليد في تلك البلدان التي يقطنها المسلمون، وإن بدأت من عهود قريبة فإنها ترسخت في اﻷذهان وظلت عادات وتقاليد تتوارثها اﻷجيال حتى اليوم.

ففي مصر (موضوع حديثنا هذا) توجد أساليب عدة تتبعها الأسر المصرية استعدادا لاستقبال عيد الفطر، ويبدأ ذلك بتوجه الأطفال والفتيات والشباب مع والديهم لشراء الملابس الجديدة لكي يرتدونها صباح يوم عيد الفطر؛ وهو ما يسبب حركة تجارية وازدحاما شديدا في اﻷسواق الشعبية في مصر وأشهرها "العتبة، الموسكي، وكالة البلح، وسط البلد". وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان يجتمع الأطفال والأسر والأقارب والأصدقاء والجيران في المنازل لصناعة "الكعك"على أشكال متعددة مستخدمين آلات الصنع المختلفة. وبعد الانتهاء يحمل الشباب "الصاجات" إلى الأفران التي تكون مزدحمة جدا في تلك الفترة.

وتحرص بعض المصريات على شراء "الكعك" الجاهز من الفرن وهذا يعود إلى أن ربة المنزل لم تتقن عمله، وبعضهن يردن توفير وقته وجهده رغم غلاء سعره. ويظل "الكعك" راسخا في أذهان المصريين وهو لا غنى عنه في أيام عيد الفطر المبارك. وعلى مستوى البيت تحرص جميع الأسر على تنظيف منازلهم بأكملها (أثاث وملابس ومفروشات) وشراء أشياء جديدة للمنزل، والبعض الآخر يعمل على تغيير ديكور المنزل.

وفي صباح عيد الفطر تتجمع الأسر والأقارب والجيران متجهين للمساجد والساحات الكبرى لصلاة العيد مرددين التكبيرات والتواشيح الدينية، وعقب صلاة عيد الفطر تُتبادل التهاني والتبريكات وإظهار الفرحة لإسعاد الأطفال مثل توزيع الحلويات والبلالين وغيرها؛ رغبة في نشر البسمة على وجوههم في العيد. وبعد انتهاء الصلاة تعمل اﻷسر على صلة اﻷرحام، والبعض اﻵخر يزور المقابر لقراءة الفاتحة على أرواح موتاهم، وهي عادة في مصر خصوصًا في القرى والأرياف.

وأغلب الأسر المصرية يفضلون الخروج إلى المنتزهات والحدائق والأهرامات، وأيضا الخروج في نزهات نيلية على ضفاف النيل. أما اﻷطفال وبعد أن يتسلموا (العيدية) من أقاربهم، فيحرصون على شراء اﻷلعاب النارية والبعض اﻵخر يتجه إلى الملاهي والحدائق. ويحرص الشباب على الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة أفلام العيد الجديدة، مفضلين الخروج بمفردهم مع أصدقائهم وقضاء بعض الوقت في المطاعم والكافيهات والمولات وصالات البولنج. ويوجد الكثير من الأسر المصرية التي تفضل قضاء عيد الفطر في المصايف والشواطئ البحرية مستمتعين بالبحر والهواء النقي. ومن ضمن العادات التي توارثها المصريون تناول الأسماك المملحة مثل الرنجة والفسيخ والسردين. وتنطلق المناسبات السعيدة التي أجلت بعد انتهاء شهر رمضان من خطوبات وحفلات زفاف إلى هذه الفترة لتتعدد اﻷفراح في أيام عيد الفطر المبارك.