آلاف السوريين يفرون من هجمات قوات النظام قرب مدينة حلب إلى الحدود التركية

ينتظر نحو 40 ألف سوري عند الحدود التركية بعد هروبهم من الهجوم العسكري للقوات السورية الحكومية المدعّمة بالضربات الجوية الروسية قرب مدينة حلب، في محاولة لدخول تركيا، الأمر الذي يهدد بأزمة إنسانية.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة عملية السلام المتعثرة، كما حذر رئيس حلف الناتو جينس شتولتنبرغ من أن الضربات الجوية الروسية تقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي.

واتجه عشرات الآلاف من السوريين إلى الفرار بعد اشتعال الاقتتال من قِبل القوات الحكومية التي قطعت طريق الإمداد الرئيسي على المعارضين المسلحين في ثاني المدن السورية، واتهمت الدول الغربية الحكومة السورية بتخريب محادثات السلام بهجومها العسكري وطالبت واشنطن موسكو بوقف دعمها الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان نزوح نحو 40 ألف شخص بسبب هجوم القوات الحكومية بالقرب من حلب، وأضاف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن: ينتظر آلاف الأشخاص السوريين ومعظمم عائلات بينا نساء وأطفال دخول تركيا.

وتعد مدينة حلب واحدة من المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سورية، والتي ربما تواجه أوقات عصيبة منذ بداية الحرب العام 2011، وأوضح عبد الرحمن أن القوات الحكومية تبدأ جني ثمار الحملة الروسية من خلال تقدمها في حلب وهو ما يعد أمرًا مهمًا لها بعد توالي النكسات خلال العامين الماضيين.

وأفاد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بأن ما يقرب من 70 ألف شخص في طريقهم إلى بلاده، مع وجود 10 آلاف ينتظرون بالفعل على الحدود، حيث تستضيف تركيا بالفعل نحو 2.5 مليون لاجئ سوري، بينما أوضح أحد الصحافيين من وكالة "فرانس برس" أنه تم إغلاق المعبر الحدودي التركي المواجه للحدود السورية شمال حلب ولا توجد أيّة إشارة لإعادة تدفق اللاجئين.

وأظهرت بعض الصور، التي صدرت بواسطة ناشطين، مئات الأشخاص وبينهم أطفال يحملون أمتعتهم في حقائب على ظهورهم متجهين إلى تركيا، وذكر طفل سوري في أحد مقاطع الفيديو: طردنا من منازلنا بسبب روسيا وإيران وبشار الأسد وحزب الله ونطلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السماح لنا بدخول أرضه.

وقُتل أكثر من 260 ألف شخص في الصراع السوري، بينما نزح أكثر من نصف السكان من ديارهم، وانقسمت مدينة حلب والتي تعد قوة اقتصادية سابقة في سورية بين سيطرة المعارضة على الشرق والقوات الحكومية على الغرب منذ منتصف العام 2012.

وزاد هجوم الجيش السوري منذ بدأت روسيا حملتها لدعم الأسد في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، واستعادت القوات الحكومية منذ ذلك الحين الكثير من المدن المتمردة الرئيسية في اللاذقية، كما تقدمت في حلب ودرعا في الجنوب، ونجح الجيش السوري في الاستيلاء على بلدة رتيان شمال حلب بدعم من عشرات الغارات الجوية الروسية.

وبيّن المرصد السوري أن القوات الموالية للحكومة والمدعومة من قِبل الطائرات الحربية الروسية استعادت معقلاً للمتمردين في درعا استخدم كمنصة انطلاق لشن هجمات على عاصمة المقاطعة، ويتوقع أن يجتمع كبار الدبلوماسيين من الدولة المعنية في محاولة لحل النزاع مرة أخرى في 11 فبراير/ شباط الجاري إلا أن التوتر لا يزال سائدًا بينهم.

واتهمت موسكو أنقرة، باعتبارها حليفًا مقربًا لمعارضي الأسد، بنشاطها ضد سورية، موضحة أنها رصدت قوات ومعدات عسكرية على الحدود، وجاء ذلك بعد ساعات من اتهام داوود أوغلو مؤيدي الأسد بأنهم يرتكبون نفس جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الحكومية.

وفي الوقت ذاته أوضحت المملكة العربية السعودية أنها على استعداد للانضمام إلى العمليات البرية مع قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش في سورية، وأضاف الجنرال أحمد العسيري أنه إذا كانت هناك رغبة لدى التحالف للقيام بعملية برية، فالمملكة ستساهم بشكل إيجابي في ذلك.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة مع مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، والذى علّق المفاوضات المتعثرة في سويسرا الأربعاء حتى 25 فبراير/شباط الجاري، وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه حذر موسكو من استهداف المعارضة السورية، في محادثة هاتفية وصفها بالقوية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.