العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود

كشفت صحيفة بريطانية مختصة، أن العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود زار بريطانيا باستخدام جواز سفر مزوَر للحصول على دعم لوجستي من المتطرفين، وذلك قبل أسابيع من تنفيذ الهجمات التي قتلت 130 شخصًا في العاصمة الفرنسية، ويعتقد أن أباعود اتجه إلى لندن كجزء من التحضير للهجمات المروعة، حيث قٌتل المتطرف أباعود في غضون أيام بعد هجمات باريس من خلال مداهمة الشرطة لمخبئه.
 
وتجري وكالات مكافحة التطرف التحقيق في تواجد أباعود في لندن، وهو الأمر الذي لم تكتشفه حينها، لمعرفة ما إذا كان وصل إلى البلاد عبر مدينة كينت، وتشير وجهات النظر الحالية إلى أن أباعود استخدم جواز سفر مزور حتى لا يترك أي أثر على وصوله أو مغادرته لخدمات الهجرة في بريطانيا.
 
وأدى الأمر إلى تحقيق كبير في أوروبا والولايات المتحدة لمعرفة كيف استطاع أباعود التحرك بحرية داخل البلاد رغم حالته باعتباره من المتطرفين المطلوبين، وتبين أن أباعود كان بحوزته صور على هاتفه لمناطق مستهدفه في برمنغهام، ما أثار مخاوف بشأن التخطيط لهجمات مماثلة في بريطانيا، ويذكر أن أباعود وإبراهيم عبد السلام أحد انتحاريي هجمات باريس أجروا مكالمات هاتفية لأرقام تابعة لدول مغربية تعيش في برمنغهام.


 
وقال مصدر من مكافحة التطرف لجريدة "ذا صن"، "نعتقد أن هذه المكالمات الهاتفية أجريت لمناقشة بعض الجوانب اللوجستية والمالية فيما يتعلق بهجمات باريس، ونعتقد أنه تم تبادل الأموال والوثائق المزورة بين أباعود وإبراهيم وشركائهم في برمنغهام، وتشير أدلة الطب الشرعي إلى أن الوثائق المزورة التي وجدت مع انتحاريي هجمات باريس سلمت شخصيا إلى أباعود وإبراهيم أثناء زيارتهم لبريطانيا".
 
وبيَن تحقيق جريدة "الميل" أن المتطرف أباعود الذي شارك في أربع مؤامرات هذا العام كان على اتصال منتظم مع شبكة من المتطرفين في ميد لاندز في الأسابيع التي سبقت هجمات باريس، وغادر اباعود المولود في بلجيكا وطنه عام 2013 متجهًا إلى سورية، حيث تدرَب مع زملائه المتطرفين ثم عاد إلى بلجيكا لتنظيم مؤامرة لقتل ضباط الشرطة لكنه تمكن من الهرب عند إحباط العملية في يناير/ كانون الثاني.
 
وأطلقت السلطات حملة مطاردة لأباعود لكنه هرب عائدا إلى سورية ونجح في عبور الحدود البلجيكية ولم يتعرف عليه الضباط، وحكم عليه غيابيا في وقت لاحق بالسجن 20 عامًا من قبل محكمة بلجيكية.
 
وذكرت صحيفة "ذى ستاندرد" أن أباعود ذكر في الملفات المتعلقة بإبراهيم عبد السلام وجرائمه في بروكسل خلال عامي 2010 و2011، حيث ظهر أباعود في حوار له مع مجلة "دابق" المتطرفة على الأنترنت وتم رصد حياته التطرفية.
 
وأفادت مجلة "دابق"، بأن أباعود سافر إلى سورية ليطرف الصليبيين الذين يشنون حربًا ضد المسلمين، وأضاف أباعو للمجلة " بلجيكا هي عضو في التحالف الصليبي، الذي يهاجم المسلمين في العراق والشام"، زاعمًا أنه عاد إلى بلجيكا لتوفير منزل آمن للتخطيط للمزيد من الهجمات في جميع أنحاء أوروبا، إلا أن فكرته فشلت بعد مداهمة الشرطة للمنزل بواسطة أكثر من 150 جنديًا من وحدات القوات الخاصة الفرنسية والبلجيكية وقُتل رجاله في تبادل لإطلاق النار، وعاد بعدها أباعود إلى سورية نظرًا لتشديد الأجهزة الأمنية الأوروبية.
 
وأظهرت الشرطة الفرنسية أن أباعود خطط لهجمات باريس من قاعدته في سورية بمساعدة زملاءه في فرنسا وبلجيكا، حيث تواجد أباعود في اليونان خلال يناير/ كانون الثاني لكنه تجنب الاعتقال، وهو على صلة بالهجوم الذي حدث على قطار فائق السرعة والذي تم احباطه في وقت سابق هذا العام فضلا عن الهجمات على الكنائس في جميع أنحاء باريس.