عائلة مولر

قررت مارشا وكارل مولر، التبرع بمبلغ 120 ألف دولار باسم ابنتهما، إلى مجموعة أطباء بلا حدود، بعد أن أدانت المجموعة، بسبب رفضهم للمساعدة في التفاوض من أجل إطلاق سراح ابنتهما، وذلك في الذكرى الثانية لوفاتها على يد عناصر "داعش".

 وفي مقابلة مع ايه بي سي نيوز، قال والدها أن "من الصعب، في نهاية المطاف ألا نفعل ما كانت تريد كايلا القيام به" وقال مارشا مولر أنهم اتخذوا قرارهم بعد الصلاة من أجل ابنتهما لإرسال إشارة بالقرار التي تحبذ روحها القيام به، وبالنظر الي الخريطة التي عرضتها ابتهما في الكلية، وكانت تقول أن "أطباء بلا حدود هي منظمة كبيرة، وانها تكن لها الكثير من الإحترام، كنت أعرف أنها تحترمهم لذا غفر لهم. لكنني لن أنسى أبدا.

قال مولر في العام الماضي، اتخذ كبار قادة الجماعة الخيرية قرارات سيئة فيما يتعلق بابنتهما، قال جيسون كون، المدير التنفيذي لمكتب نيويورك لمنظمة أطباء بلا حدود أن قرار عائلة مولر بعمل هبة ومنحة لمنظمة أطباء بلا حدود في ذكرى ابنتهما هو فعل من أفعال الكرم العظيم والتواضع.

وتسمى تلك الهبة الجديدة "أيدي كايلا، ليكون صندوق كايلا التذكاري"، وسوف يدار من قبل مكتب نيويورك لدعم برامج المساعدات الطبية والإنسانية العالمية، حسبما ذكرت أي بي سي، وجاء ما يقرب من نصف الأموال التي سيتم التبرع بها من مشاهدين الفلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "الفتاة المتروكة" على قناة ايه بي سي نيوز، والذي بثت في أب/أغسطس 2016، والذي أظهر عائلة مولر وهم يتحدثون فيه عن الإحباط المشتركة بسبب جهود الحكومة الأميركية منع دفع فدية لابنتهم لداعش لتخليصها من الأسر.

عانت كايلا مولر طوال 18 شهرا من الأسر في أيدي داعش، استخدمت خلالهم كعبدة للجنس من زعيمهم أبي بكر البغدادي، قبل وفاتها في نهاية المطاف في 6 شباط/فبراير 2015.

سوف يكون تبرعهم بمثابة بذور لمال جديد لتعزيز رغبة مولر في مساعدة الأمهات والأطفال المتضررين من الحروب والمجاعات والكوارث. كانت تعمل في أنطاكية، في تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين عندما سافرت إلى حلب مع صديق مقرب كان يقوم بتركيب انترنت عبر الأقمار الصناعية لمستشفي أطباء بلا حدود هناك.

بقيا طوال الليل في المستشفى قبل منح المسؤولون لهم سيارة بعلامات منظمة أطباء بلا حدود لنقلهم الى محطة للعودة إلى تركيا، تم توقيف جميع راكبي السيارة والقبض عليهم من قبل المسلحين بعد وقت قصير من مغادرته المستشفى، أطلق سراح السائق بعد ساعة من وقوع الحادث، وعاد إلى المستشفى لإخبار الناس هناك بما حدث.

ثم أبلغ منظمة أطباء بلا حدود الشركة التي أرسلت صديقها بالاختطاف، كانت كايلا أول عامل إغاثة غربي تآسره الجماعة، وأشار والديها أنهم حاولوا لمدة عام معرفة الذين قاموا بخطف ابنتهما، إلا أن مسؤولون من منظمة أطباء بلا حدود رفضوا الكلام معهم. عندما علموا أخيرًا، قالت المنظمة إنها ليس لديها "التزامًا أخلاقيًا" للتفاوض من أجل شخص لا عمل لهم.

وأوضح والديها أنهم ناشدوا المسؤولين في المنظمة للمساعدة في التفاوض من أجل الحرية ابنتهما. وقاما بتسجيل محادثة هاتفية مع مسؤول رفيع المستوى من منظمة أطباء بلا حدود بعد عشرة أشهر من اختطاف ابنتهما وهو يطلب المساعدة في المفاوضات. إلا أن المسؤول أجابهم بالرفض، وقال إن فريق إدارة الأزمة التي قمنا بارساله من أجل الخمسة اشخاص الذين يعملون لدينا تمكنوا من وضع نهاية لموقف عمالنا وسيتم إغلاقها في الأسبوع المقبل.

على الرغم من ذلك، قال والد مولر إن منظمة أطباء بلا حدود منظمة رائعة ويقومون بعمل رائع. وأوضح أطباء بلا حدود في بيان مطول لماذا قالوا لا. وقالت المنظمة إنها لم تتلق إخطارا بأن مولر كانت على وشك زيارة المستشفى في ذلك اليوم، وإذا كانت لديهم إخطار بزيارتها، لكانوا قد أصر على عدم الزيارة بسبب الخطر على الأمريكيين من الجماعة الإرهابية. واشاروا أن موت مولر "خسارة فادحة ومأساوية" - لكنهم أضافوا أنها منظمة للطوارئ الطبية، ولسنا مفاوضين رهائن.

وأكدت المنظمة أيضا: "إذا اكتشف أن منظمة أطباء بلا حدود،  تقوم بالتفاوض للإفراج عن موظفين لا ينتمون الي المنظمة، فلا يوجد أدني شك في أن هذا من شأنه أن يزيد من مستويات المخاطر في العديد من المواقع التي تعمل بها المنظمة، والمشاريع الطبية التي تقوم بها، ويضع المرضى في خطر، وربما يجبرنا على إغلاق المشاريع حيث الاحتياجات الملحة لوجودنا، كما إنه سيحد من قدرة منظمة أطباء بلا حدود في تقديم الرعاية إلى الناس".