المحامية فيرجينا راجي تدلي بصوتها في الانتخابات الإيطالية

انتخبت العاصمة الإيطالية روما أول امرأة لمنصب رئيسة بلدية خلال تاريخها الذي يعود إلى 3 آلاف عام، بتعهد المحامية الإيطالية فريجينا راجي، 37 عامًا، بالتعامل مع بابا الفاتيكان والمافيا,  وحققت راجي، المرشحة عن حركة "النجوم الخمسة" المعارضة، ساحقا بعد الاستفادة من الغضب الشعبي من الفساد السياسي وتدهور الخدمات في العاصمة الايطالية.

وساعد راجي على الفوز في العاصمة من خلال الإطاحة بسلفها المرشح عن الحزب الديمقراطي إغنازيو مارينو، في قضية النفقات وفضيحة أكبر بكثير على تسلل الجريمة المنظمة في إدارة المدينة، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية, علمًا أنَّ عشرات من رجال الأعمال المحليين والمسؤولين والسياسيين قد أُحيلوا للمحاكمة بتهمة تورطهم في شبكة إجرامية تنهب المدينة في عشرات، بل مئات الملايين من اليورو  فيما عرفت باسم قضية "مافيا كابيتال".

وتعهدت راجي في مقابلة مع صحيفة "غارديان " البريطانية, بالتصدي للفساد في المدينة، وقالت إنها تعتزم أن تحمل على عاتقها أزمة دراسة نفقات الكنيسة الكاثوليكية، إذ أفادت تقارير صحفية، إنها تريد متابعة ضرائب غير مدفوعة ظاهريا تقدر بقيمة 310 مليون استرليني تعود للحيازات العقارية في الفاتيكان وبعض أصولها, وزعمت راجي أن الإدارات السابقة كانت تخشى أن تتحدث مع الفاتيكان حول هذه القضية.
وعانت العاصمة الإيطالية، في الآونة الأخيرة، من انهيار الخدمات البلدية وخاصة النقل الجماعي بعد الإضرابات الأخيرة، فضلا عن تدهور إصلاح الشوارع وجمع النفايات، وذلك نتيجة لانهيار قواعد سلطة "الأحزاب القائمة" في روما.

وقالت المحامية الإيطالية، لأنصارها، :"سأعمل على إتاحة المشروعية والشفافية في إدارة روما". وأضافت:" لقد فاز المواطنون الرومانيون، وأتعهد ببدء عهد جديد معهم خلال الفترة المقبلة", وبحصدها أكثر من 80% من الأصوات، مُنيَ منافسها الديمقراطي روبرتو جياكيتي، المدعوم من رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينزي، بهزيمة ساحقة بعد أقل من ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع بعد التصويت, وقال جياكيتي، إنه تمنى لمنافسته الحظ في الانتخابات، إذ أن عشرات من الأِشخاص، بما في ذلك السياسيين المحليين من الحزب "الديمقراطي" والأحزاب اليمينية والقوى السياسية الأخرى، متورطة في تحقيقات فساد بشأن رشاوي لعقود رسمية للمدينة.

وعلى الرغم من توقعات فوز راجي على نطاق واسع في الانتخابات، فإن النتيجة كانت مفاجأة لرينزي وخاصة في مدينة تورينو، حيث مُني العمدة الحالي للمدينة بييرو فاسينو ، وهو من قدامى محاربي الحزب "الديمقراطي"، بهزيمة أمام مرشحة أخرى من حركة "النجوم الخمسة" تدعى كيارا اببيندنيو. 

وألقى فاسينو باللوم في خسارته على قوى الجناح اليميني، بعدما أبلت بلاء حسنا في الجولة من الانتخابات، بانضمامها مع أنصار  حركة "النجوم الخمسة" لهزيمة الديمقراطيين (يسار الوسط), وعلى الرغم من إصرار رينزي على أن التصويت المحلي لن ينعكس على حكومته الوطنية، ذات العامين، فإن رئيس الوزراء لا يملك إلا القليل الهتاف لنتائج جولة الإعادة. وكان العزاء الكبير  لرئيس الوزراء الإيطالي في ميلانو، حيث دعم بشدة جيوسيبي سالا، الذي بدا فوزه وثيقا على منافسه من يمين ستيفانو باريزي. ونجح سالا نجح في الفوز في  ميلانو ما جعله مصدر فخر لرينزي.

ووفقا للصحيفة، فإن الانتكاسة الأخرى لرينزي يمكن أن تتمثل في معارضة رئيس بلدية روما الجديدة لاستضافة المدينة لدورة الالعاب الأولمبية عام 2024، وخاصة بعدما ناضل رئيس الوزراء لتكون العاصمة الإيطالية مستضيفة هذا الحدث، إلا أن راجي تصر على أنه لحين تطهير العاصمة، فإن الآلات والبناء وغيرها من الاستعدادات تزيد من خطورة العمولات والرشاوي خلال موسم هذه الألعاب.