ديفيد إنغليش

يعتزم ديفيد إنغليش التقاعد بعد 38 عامًا من العمل الصحافي وإشرافه على تدريب الإعلاميين البريطانيين، من خلال مدرسة "كارديف" للصحافيين، ويكشف أنّ صحيفة "طومسون" الإقليمية كانت حريصة على أن يتخذ مسار الإدارة والتدريب، مبينًا أنّها "تجربة مثيرة حين تشاهد الطلاب يتطورون ليمثلوا أملاً مشرقاً، كما استمتعت بتدريس القواعد الأساسية لكتابة الأخبار والتغطية السياسية".

وأشار إنغليش أنه بدأ تدريب الصحافيين في كانون الثاني/يناير عام 1977، مضيفًا أنّ الطلاب الآن أصبحوا أكثر تركيزاً، وأبرز "في الأيام الأولى لي في صحيفة طومسون كان الطلاب لديهم الكثير من المهن قد تصل إلى عشرة، وأتذكر أحد الشباب الذي قمت بتدريس الصحافة له، كان يمتهن بيع الجرارات. أما في الوقت الحالي فإن الطلاب أصبح لديهم الدافع الأكبر للالتزام بأخلاقيات العمل، فهم في حاجة إلى المزيد من التدريب ولكن تقبلهم لأخلاقيات المهنة أصبح أكبر بكثير".

ولفت إلى أنّ مهارات الصحافة الورقية لم تتغير من حيث الطريقة التي يجري بها تداول الأخبار، ففي الوقت الذي تمتلك فيه المعلومة وفي إمكانك الكتابة عليك القيام بذلك، معتبرًا أنّ أساسات العمل الصحافي لم تتغير بفعل المواقع الإلكترونية، مبينًا ضرورة التمسك بالمعايير التقليدية للتقارير المبنية على الأدلة والتحقق من المصادر قبل الإقدام علي النشر خصوصًا في حال وجود تقارير متضاربة. فهو أمر ليس بالهين وتقع الكثير من الضغوط علي عاتق الصحافيين من أجل الانفراد بخبر.

وأضاف المدرب "في ظل نقص الموارد فإن حصول الصحافيين على وظائف أصبح يجري في أضيق الحدود بحيث ينبغي على الصحافي أن يكون متعدد المهارات، وعلينا الاتجاه في الدورة التدريبية نحو مسار مختلف للتأكد من أن حصيلة الدورة تحقق النفع للطلاب وتوفر الكثير من فرص العمل كما كان الوضع خلال فترة الثمانينات".

واعتبر أنّ تصميم وحجم الصحف تغير للأفضل، وتابع "لكنني مازلت أرى بأن هناك الكثير من الناس يتمتعون بالاطلاع علي الأخبار من خلال الصحف الورقية بدلاً من الكمبيوتر اللوحي، وعلى الرغم من التطور الهائل الذي تتمتع به الصحافة الرقمية إلا ان الصحافة الورقية لا تندثر حتي ولو اتجهت واحدة أو اثنتين من دار النشر لكي تصبح أسبوعية ولكنها ستبقى ولن تختفي".

وردًا على أمور التدريب الصعبة بيّن ديفيد إنغليش "نرى الكثير من الطلاب الذي يعملون على تقديم الاستمارات لخوض التدريبات، لكني أبحث عن المهنية في تداول الأخبار ومن ثم على سبيل المثال أطرح عليهم أسئلة حول معدلات الرهن العقاري ومعدلات إقراض بنك إنكلترا كما سيكتبون عنها للناس الذين يحتاجون إلى معرفة هذه الأشياء".

وأبرز أنّ "صعوبة الأسئلة والخوف من عدم النجاح في الاختبارات جعل من الطلاب أكثر جدية". وأشار إلى أنّ استخدامه القلم الأحمر خلال التدريبات كان بهدف إعادة النظر في أسباب تجاهل الأمر الصحيح، وتابع "عند وجود أخطاء إملائية كان يجري إظهارها باللون الأحمر حتى يعلم جيداً من ارتكب هذا الخطأ أن عليه الاهتمام بطريقة الكتابة حتى لا يقع في مثل ذلك الخطأ مرة أخرى".

وتحدث عن واحدة من المجموعات الكبرى التي جرى تدريبها، وقت قمة توني بلير في كارديف
والتي تلاها كأس العالم لـ"الرغبي"، وعبّر عن اعتزازه بالطلاب الذين استفادوا من تدريباته ودراساته.