المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

زادت احتمالية الإطاحة بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في منتصف طريق مفاوضات الخروج من الاتحاد، بعد تولي الديمقراطي ذو الثقل مارتن شولتز الحزب الرئيسي المعارض في البلاد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شولتز الذي شغل منصب رئيس البرلمان الأوروبي حتى الأسبوع الماضي، سيغلق بشكل كبير الفجوة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) الذي يمثل اليسار الوسطي، وحزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU، والذي يمثل اليمين الوسطي، إذا كان في إمكانه تولي البرلمان.

وقدم شولتز علنًا نهجًا أكثر تشددًا بشأن بريطانيا، وخروجها من الاتحاد عن ميركل، متهمًا كبار المحافظين بترك الأنقاض ورائهم في محاولة لتأجيج طموحاتهم الشخصية. وبيّن شولتز أنه يجب على بروكسل الدفاع عن مصالح مواطنيها كما تفعل بريطانيا. وتولى شولتز الحزب الاشتراكي المسيحي، بعد أن أعلن الزعيم الحالي سيغمار غابريل، أنه لن يستمر في منصبه قبل الانتخابات الاتحادية المقرر إجراؤها في سبتمبر/ أيلول.

وكشف استطلاع رأي أجرته منظمة ARD ونشر في نهاية العام الماضي، أن شولتز يمكنه مضاعفة حظوظ حزبه، وفي الاختيار القسري بين ميركل وغابريل، حصلت ميركل على 57% مقابل 19%، بينما حصلت ميركل على 43% مقابل 36% لشولتز، إلا أن ميركل ما زال لديها خيار محتمل لتشكيل حكومة ائتلافية في البرلمان، ويعد الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي (FDP) من الشركاء المحتملين لميركل، ويحتمل أن يتحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) مع حزب Greens وتيار اليسار Die Linke.

وتعقدت الأمور بشكل أكبر مع صعود البديل اليميني في ألمانيا، ما أدى إلى تأكل شعبية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU في الأعوام الأخيرة، فضلًا عن تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) في الاستطلاعات، وهيمنت السيدة ميركل على السياسة الألمانية منذ 2000 حتى 2009 وبالكاد يتراجع حزبها عن المركز الأول في الانتخابات في ظل قيادتها له، وأكدت ميركل في الأشهر الأخيرة أنها ستقود حزبها في الانتخابات الاتحادية المقبلة، فضلًا عن قيادتها لألمانيا خلال عملية الخروج وهو ما راه الملاحظون منحة.

ونجت ميركل جزئيًا من خلال اعتماد سياسات معارضيها الذين كانوا على وشك إيجاد ثغرة مؤثرة عليها، ما يعني أنها ربما تتبنى نهج شولتز المتشدد والمناهض للخروج، وتأتي الانتخابات الاتحادية الألمانية عند 5 أشهر من اختيار فرنسا لرئيسها الجديد، ومن المحتمل أن تكون الجولة النهائية بين مرشح اليمين الوسطي، ومرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان.