رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي

أوقفت المحكمة الدستورية الإسبانية جلسة للبرلمان الكتالوني، كانت مقررة يوم الإثنين، كان من المتوقع أن يعلن فيها القادة المحليون استقلال كتالونيا أحادي الجانب عن إسبانيا، وجاء في هذا القرار أن الحزب الاشتراكي الكتالوني الذي يُعارض الانفصال، طعن قانونيًا في الجلسة.

ويأتي ذلك بعد أن حث رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، الزعيم الكتالاني كارليس بويغديمونت، على التخلي عن خطط إعلان استقلال المنطقة من جانب واحد "لتجنب المزيد من الشرور"، وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية "إيف"، قال إن حل الأزمة الكتالونية هو العودة السريعة للشرعية، وبيان في أقرب وقت ممكن أنه لن يكون هناك إعلان من جانب واحد عن الاستقلال لأن ذلك سيجنب المنطقة المزيد من الشرور.

وذكرت صحيفة "El Pais" الإسبانية إنه في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي الحالية، قرر بنك ساباديل، وهو خامس أكبر بنك في إسبانيا، نقل قاعدته القانونية من كتالونيا إلى إليكانتي، وجاء التقرير بعد اجتماع مجلس إدارة البنك بعد ظهر الخميس، لبحث الإجراء المحتمل، فيما يع د أول علامة رئيسية على أن تقدم المنطقة للاستقلال يمكن أن يهدد الأعمال التجارية الكبيرة.

وتأتي خطة كتالونيا للإعلان عن الاستقلال بعد استفتاء شابه العنف في نهاية الأسبوع الماضي، وتعتبر كتالونيا مركز الصناعة والسياحة التي تمثل خمس اقتصاد إسبانيا، وقاعدة إنتاج لكبار الشركات بداية من فولكس واغن إلى نستله، وموطن الميناء البحري الأسرع نموًا في أوروبا.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أن الانفصال يمكن أن يهز رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ويوجه ضربة قوية إلى أموال إسبانيا الذاتية، ويعيد الاقتصاد الكتالوني إلى الانهيار، حيث الأزمة إلى الإضرار بالسندات والأوراق المالية الإسبانية، وبلغت تكاليف الاقتراض في البلاد أعلى مستوى لها في سبعة أشهر يوم الخميس، على الرغم من أن المستثمرين أبدوا اهتمامًا قويًا بمزاد السندات الحكومية.

وانخفضت أسعار أسهم بنك ساباديل وبنك كايكسابانك الذي يتخذ من كتالونيا مقرًا له وهو ثالث أكبر مقرض في إسبانيا من حيث القيمة السوقية في وقت سابق من الأسبوع، بسبب الاضطرابات السياسية في المنطقة الشمالية الشرقية، بعد أن أعلن ساباديل أنه يدرس احتمال تحرك أسهمه بشكل كبير.

وقد أعرب العديد من قادة الأعمال الإسبانيين والشركات الأجنبية العاملة في كتالونيا عن قلقهم هذا الأسبوع، وذكر خوان رويغ، رئيس أكبر متاجر التجزئة الغذائية في إسبانيا "ميركادونا": "بصفتي رجل أعمال، بصفتي إسبانيا، فإنني أشعر بالقلق الشديد، وأنا خائف مما يجري في كتالونيا".

واضطر صانع السيارات الألماني "فولكس واغن" إلى التوقف لفترة وجيزة عن الإنتاج في أحد خطوط الإنتاج الثلاثة في مصنعه الإسباني سياتل كتالونيا يوم الثلاثاء، عندما أوقفت الاحتجاجات إمدادات التصنيع، كما أثرت حالات التوقف على الإنتاج في مصنع نستله للقهوة الفورية في جيرونا.