الرئيس الأميركي دونالد ترامب

شكّلت الانتصارات الخارجية التي حققتها الولايات المتحدة الأميركية والازدهار الاقتصادي تقدّما ملحوظا في حظوظ الجمهوريين وجنبهم الانسحاب من الانتخابات النصفية، إذ أشار أحد استطلاعات الرأي التي أجراها الديمقراطيون عن وجود فارق ثلاث نقاط فقط أمام الجمهوريين، بعد أن كان الديمقراطيون متقدمين بفارق 16 نقطة في فبراير/ شباط، وذلك مع ارتفاع شعبية الرئيس الأميركي خلال الآونة الأخيرة.

ويأتي هذا التحول في الشعبية بعد الأمور المستحدثة في التعامل مع كوريا الشمالية، واللقاء المرتقب لترامب وكيم جونغ أون، والإفراج عن ثلاثة معتقلين أميركيين كانوا محتجزين في كوريا الشمالية، وكان هناك أيضًا مؤشرات على ازدياد الحماس بين أنصار ترامب للخروج للتصويت في انتخابات الكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقال خبراء استراتيجيون جمهوريون لصحيفة "ديلي تلغراف" إنهم يشعرون بتفاؤل أكبر بشأن احتمالات إبقاء سيطرتهم على مجلس الشيوخ في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويعتقد البعض بأنّ الناخبين لا يهتمون بنتائج التحقيق بشأن التدخل في الانتخابات الروسية ولا يهتمون بالجدل الدائر بين موظفي البيت الأبيض. وبدلا من ذلك، يعتقدون بأن الرئيس ستزداد جماهيريته بسبب النمو الاقتصادي حيث يتوسع بنسبة 2.3 في المائة سنويا وفقا للأرقام الأخيرة، وانخفاض معدل البطالة. يأتي هذا التفاؤل بعيد كل البعد عن الخريف الماضي، عندما فشل ترامب في تمرير أي تشريع رئيسي بعد أشهر من الفوضى في البيت الأبيض وانخفاض معدل التأييد له، لكن خلال الأشهر الستة الماضية أجبر ترامب على خفض الضرائب بمقدار 1.5 تريليون دولار، كما قام بإلغاء الاتفاق الإيراني وتطبيق التعريفات الفولاذية، وإحراز تقدم في السياسة الخارجية مع كوريا الشمالية.

ويحتفظ الجمهوريون حاليا بأغلبيات في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهما الهيئتان التشريعيتان اللتان تشكلان الكونغرس الأميركي. وفي حين لا يزال من المتوقع أن يفقدوا سيطرتهم على مجلس النواب للديمقراطيين في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، فإن الآمال كبيرة في عقد مجلس الشيوخ وإبقاء خسائر البيت إلى الحد الأدنى.

وأظهر استطلاع أجرته محطة "سي إن إن" التلفزيونية أخيرا أن الناخبين الذين سيشاركون في انتخابات الكونغرس أظهروا أن الديمقراطيين يتقدمون على الجمهوريين بثلاث نقاط مئوية فقط، حيث كانت النسبة 47 في المائة من المستطلعين الديمقراطيين و44 في المائة من الجمهوريين، وهو تغيير كبير من فبراير/ شباط، عندما كانت النسبة 54 في المائة من الديمقراطيين و38 في المائة جمهوريين.

في حين أن هناك أيضا علامات على زيادة الحماس بين الجمهوريين للخروج والتصويت وهو عامل حاسم في الانتخابات، كما أن تصنيف قبول ترامب في أعلى مستوى له منذ مايو 2017، على الرغم من أنه لا يزال أقل من معظم الرؤساء السابقين في نفس النقطة في فترتهم الأولى. وفي مناقشة هذه التغييرات، قال أحد الاستراتيجيين الجمهوريين لهذه الصحيفة: "لقد ساعدتنا التخفيضات الضريبية، وفرص العمل الجيدة، والاقتصاد الجيد، وسوق الأسهم القوي نسبيا". وأضاف أن "صور الرهائن الذين يعودون من كوريا الشمالية تعطينا إحساسا بالاستقرار والأمن الدوليين، في حين أن الناس قد يكون لديهم بعض الخوف قبل ستة أشهر".

يذكر أنه يمكن أن تضيع فقاعة واشنطن في المواضيع التي يشعرون أنها تغطيها بدلا من القضايا التي يشعر بها الشخص العادي، وقال أحد كبار المستشارين الجمهوريين في الكونغرس إن "الديمقراطيين يقضون الكثير من الوقت في الحديث عن أشياء مثل روسيا والتحقيق في التدخل الروسي.. ليس هذا ما يتحدث عنه الناس كل يوم على المستوى المحلي".

وقال ترامب خلال حملة منتصف المدة، في مسيرة حاشدة في ولاية إنديانا الأسبوع الماضي: "حافظ وأعلى أميركا" سيكون شعاره الجديد. وقدم خطابه إشارة واضحة حتى الآن إلى الموضوعات التي سيحدد بها السباق: حماية الوظائف، وتنمية الاقتصاد، وتشديد الحدود، ومعالجة الأعداء في الخارج، فضلا عن مهاجمة وسائل الإعلام وتأييد الوطنية الأميركية.

وقال ترامب أمام حشد من الناس: "كل يوم من الآن حتى نوفمبر/ تشرين الثاني يجب أن ننتخب المزيد من الجمهوريين حتى نتمكن من مواصلة جعل أميركا عظيمة مرة أخرى".​