الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند

صرح الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خلال مقابلة صحافية لـ"لوموند"، أنه من المحتمل فوز مرشحة اليميني المتطرف، مارين لوبان، في الانتخابات الفرنسية المقبلة، محذرًا من أن أصحاب الفكر الاشتراكي لا يحظون بشعبية أمام صعود اليمين في فرنسا، متابعًا "أن اليمين المتطرف ظل بعيدًا عن الصدارة في المجتمع الفرنسي لأكثر من 30 عامًا".

وأضاف الرئيس ساركوزي، أن الانقسامات الحالية في الحزب تصب في مصلحة اليمين المتطرف، وتدعم موقفهم في الانتخابات الفرنسية، مؤكدًا أن الانقسامات تُمهد الطريق أمام اليمين للوصول إلى قصر الإليزيه، مشيرًا إلى الوضع، قائلًا: "لا يمكن أن يستمر وسيخلق عدم ارتياح عميق بين صفوف الشعب الفرنسي".

فيما أشارت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرًا، إلى أن لوبان والمُرشح المستقل إيمانويل ماكرون، سوف يتصدران القائمة في الجولة الأولي في الانتخابات الرئاسية في 23 نيسان/أبريل المقبل، ومن المُرجح أن يستمر الاثنين الكبار المتقدمين في المنافسة في 7 مايو/أيار، حيث انتخابات الإعادة. 

جدير بالذكر أن رئيس الوزراء السابق، آلان جوبيه، لن يخوض مضمار السباق الرئاسي في البلاد لإنقاذ فرص حزبه في حالة انسحاب فرانسوا فيون، إذ كان الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بيد أن أحواله تغيرت وغيرت معها توقعات نتائج الانتخابات، بعدما واجه اتهامات بالفساد بسبب ترتيب وظائف وهمية لزوجته واثنين من أبنائه، ما أدى إلى مغادرة كبار حلفائه لحملته الانتخابية، وخلق الوضع أزمة متفاقمة للمحافظين الفرنسيين.

فيما دعا الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، لعقد اجتماع مع كل من فيون وجوبيه، رئيس بلدية بوردو، الذي هزمه فيون في الانتخابات التمهيدية، قائلًا "إن الحزب لن يصل "بالخطة ب" للحزب الجمهوري، ومضيفًا للصحافيين، "لقد تأخر الوقت على الخطة البديلة"، متهما فيون بأنه قاد اليمين الفرنسي إلى "طريق مسدود"، بسبب عناده وادعائه بأنه ضحية مؤامرة سياسية.

ومن جانبه، أوضح جوبيه، أن الأسبوع الماضي وصلته العديد من المكالمات تطلب منه تولي المسؤولية، متابعًا أنه فكر في الأمر، إلا أن التوحد الآن أصبح أكثر صعوبة، إذ أصبح الأعضاء الجمهوريين أكثر قلقًا، عندما أشار استطلاع أن جوبيه لديه فرصة أفضل في الوصول إلى الرئاسة خلال جولة الإعادة من فيون.

وكان ذلك قبل أن تنهار صورة فيون المرسومة لصدقه، والتي ساعدته على تأمين ترشيح الجمهوريين، والمتراجعة بشدة منذ اندلاع الفضيحة، إذ أكد جوبيه، "أنه لا ينتوي الدخول في مساومات حزبية لشغل منصب"،مشيرًا إلى أنه ليس في وضع يسمح له بتحقيق الوحدة المطلوبة، جازمًا بأنه لن يدخل مضمار السباق الرئاسي.

وقد وافق جوبيه على لقاء ساركوزي وفيون، لكن ليس من المتوقع أن يؤتي ذلك الاجتماع ثماره، إذ أن جوبيه قد استبعد نفسه من المشاركة في الانتخابات، إلا أن قراره بالرغم من ذلك، لم يُنهي المفاوضات السياسية داخل الحزب المنقسم.

وعلى سياق متصل، أضاف رئيس الوزراء السابق، دومينيك دو فيلبان، صوته إلى النقاد، وكشف لقناة "بي إف إم" التلفزيونية، أنه لن يصوت لفيون. بينما أكد فيون الأسبوع الماضي، أنه استُدعي للمثول أمام القضاة يوم 15 مارس، بتهمة استخدام أموال دافعي الضرائب لدفع مرتبات عن وظائف وهمية لأفراد أسرته، كما أنه نفى ارتكاب أي مخالفات، ويدعي أنه ضحية مؤامرة مدبرة من قبل خصومه.

وبين فيون في البداية، أنه سيتنحى عن منصبه حال اتهامه، لكنه تراجع عن تعهده بعد استدعائه لمواجهة الاتهامات، وفي أول مقابلة لها منذ تفجير الفضيحة، حثته زوجته بينيلوب، بأن يظل في سباق الانتخابات، ونقلت صحيفة "جورنال دو ديمانش"، قول ينيلوب فيون، أنها لن تتخلى عن زوجها، مضيفة أنها تنصحه بالبقاء والاستمرار في الانتخابات حتى النهاية.