المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

سخرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلف الأبواب المغلقة في مؤتمر دافوس الأسبوع الماضي، وذلك لرفضها التصريح بما الذي تريده بريطانيا من مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي، وفي حفلة استقبال مع الصحافيين في المنتدى الاقتصادي العالمي، ذكرت السيدة ميركل مازحه أن الأحاديث مع السيدة "ماي" كانت بلا جدوى.

وقد طلبت منها أن تستعرض لها شكل العلاقات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكنها لم ترد عليها بإجابة مباشرة وبدلاً من ذلك، قالت "ماذا تريدي؟". ويبدو أن هذا الحديث لم يكن جدياً بما يكفي فالجميع اكتفوا بالضحك بعدها ولكن هذا الموقف يُأكد التحدي الذي تواجهه رئيسة الوزراء البريطانية، والتي لم تصل حتى الأن إلى مرحلة حاسمة من مفاوضات "البريكست".

وتتعرض بريطانيا لضغوط شديدة لتوضيح أي نوع من الحلول النهائية تريد تأمينها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتجد السيدة "ماي" نفسها محاصرة بين عناصر تطالب بقرارات حاسمة . ويقول المتخوفون من خروج الدول من الاتحاد الأوروبي أن خروج بريطانيا من الاتحاد سيكون بالاسم فقط . وقد أوضح السياسي البريطانى "جاكوب ريس- موج" أن دعم رئيسة الوزراء كان مشروطاً بالالتزام بخطة صارمه ضد بروكسل . وقال أحد الوزراء المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن النواب الأوروبيين اصبحوا "متحفزين" بسبب المخاوف من "خداعهم" باتفاق نهائي مع الاتحاد الأوروبي.

ولكن على الجانب الآخر، لا يزال النواب المتمردين يهددون بالتمرد ضد أي محاولة لإجبارهم على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت وزيرة الطاقة "كلير بيري" إن أنصار الخروج كانوا في الغالب "من الرجال المتقاعدين المسنين". ويشكو النواب الآخرون من أن السيدة "ماي" قد تحتاج إلى أن تكون أكثر جرأة على الجبهة الداخلية ، وأن صنع السياسات يحتاج إلى أن نكون مثل الأسود وليس السلحفاء.

وسيطالب الاتحاد الأوروبي اليوم بريطانيا باقامة قوانين بروكسل وقواعد حرية الحركة خلال فترة انتقالية. وستحدد الكتلة سلسلة من الخطوط الحمراء حيث تتبنى رسمياً مبادئها التفاوضية للمرحلة المقبلة من المحادثات، وتشمل المطالب أن تمتثل بريطانيا لقوانين الاتحاد الأوروبي لمدة عامين بعد عام 2019 دون أن يكون لها أي رأي . كما سيتعين على بريطانيا مواصلة دفعها الى خزائن بروكسل بينما تستمر قواعد حرية الحركة.

ولكن البيروقراطيين يدعون أن بريطانيا سينتهي بها الحال إلى التسول لفترة أطول من عامين. وقد اقترح الدبلوماسيون انه قد يكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى خمس سنوات لتجنب ما اسموه "حافة الهاوية" - وهو نفس الفترة الزمنية التي سبق ان طرحها الوزراء الايرلنديون لحماية الاقتصاد البريطاني .