توني بلير

توقفت خطة نحت تمثال نصفي لتوني بلير، كان مخططًا لإضافته إلى المجموعة الفنية في البرلمان، بعد مرور 10 سنوات على تركه السلطة، مع استمرار إرث حرب العراق في مطاردته. وكما جرت العادة لرؤساء الوزراء السابقين, يتم تكريمهم من خلال تمثال نصفي لهم يوضع في ردهة الأعضاء خارج غرفة مجلس العموم، ولكن بعد سنوات، وعلى الرغم من أن البرلمان يفخر بأن مجموعته من رؤساء الوزراء في القرن العشرين باتت كاملة، لا توجد أي علامة على أن بلير سيحظى بهذا الشرف المرموق.

وأكدت مصادر أن الفشل في صنع التمثال قبل خمس سنوات كان يتعلق بـ"قضايا المذكرات"، والمخاوف بشأن إرث بلير، لذا لم يكن هناك أي تحرك من قبل اللجنة الاستشارية ورئيس مجلس المحافظين لإحياء هذا المشروع. وتعرض بلير، قبل غزو العراق في 2003، لانتقادات شديدة في تقرير "تشيلكوت"، الذي نشر العام الماضي، بعد تحقيق استمر على مدار تسع سنوات. وقال عضو البرلمان، النائب جاكوب ريس موغ: "أؤيد فكرة الاحتفال بذكرى رئاسة بلير، وبينما يتم الاحتفال بذكرى جميع رؤساء الوزراء الآخرين، سأؤيد فكرة نحت تمثال نصفي لبلير، كما دعم النائب المحافظ إيان ليدل  غرينغر فكرة صنع تمثال لرئيس الوزراء الاسبق، توني بلير. قائلاً: "يجب أن يكون هناك تمثال نصفي لتوني بلير، جرت العادة أن يكون لدينا تمثال نصفي لكل رئيس وزراء على مدى السنوات الـ200 الماضية. إن الأمر مثير للجدل، ولكن كان هذا هو الحال مع مارغريت تاتشر".

وقال التقرير السنوي للجنة الأعمال الفنية لعام 2013: "اتصلت اللجنة برئيس الوزراء الأسبق، توني بلير، ووافق على الجلوس للحصول على تمثال نصفي لعرضه كجزء من سلسلة رؤساء وزراء القرن العشرين، في ردهة الأعضاء، وبمجرد اختيار النحات كان من المقرر تنفيذ هذا التكليف خلال عامي 2013 و2014. وأكد ريغ كييس، الذي توفي ابنه الجندي في حرب العراق، إنه سيكون من العار تكريم بلير في مجلس العموم، قائلاً: "سيكون أمرًا بغيضًا أن يكون هناك تمثال لتوني بلير, حيث إنه ضلل البرلمان، وضلل الشعب، وضلل جنودنا الشجعان الذين فقدوا حياتهم بسبب خداعه، بحثًا عن أسلحة الدمار الشامل, لذلك سيكون من العار أن يحصل هذا الرجل على تمثال نصفي، وأعتقد أن هذا هو السبب في أنه لم يحدث حتى الآن, أعتقد إذا كان القانون مختلفًا في هذا البلد، فإنه سيكون في قفص الاتهام".

وأضاف نائب رئيس المجلس، كريس نينهام: "بالنظر إلى أنه كان مسؤولاً عن المشاركة البريطانية في حرب العراق، وهي واحدة من أكبر كوارث السياسة الخارجية البريطانية، وقد توصلت التحقيقات التي أجراها تشيلكوت إلى أنه قام بخداع البرلمان والشعب البريطاني، سيكون غير مناسب تمامًا أن يكون له تمثال نصفي في مجلس العموم". وجدير بالذكر أن معظم تماثيل رؤساء الوزراء السابقين مصنوعة من البرونز، ويمكن أن تبلغ تكلفة النحاتين المعروفين ما يصل إلى 50.000  جنيه إسترليني لهذا العمل، بينما بلغت تكلفة تمثال مارغريت تاتشر 80.000 جنيه إسترليني.