الرئيس الأميركي باراك أوباما

كشف رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، عن شكَه بأن يخلفه المرشح دونالد ترامب في البيت الأبيض، موضحًا "لدي ثقة كبيرة في الشعب الأميركي، وأعتقد أنهم يدركون أن الرئيس وظيفة خطيرة". ورد ترامب في حشد انتخابي له في ساوث كارولينا قائلا "إن أوباما قام بمثل هذه الوظيفة السيئة، وأنه أعدنا إلى الوراء وأن الأمر بالنسبة له مجاملة كبيرة". وأضاف أوباما للصحافيين في كاليفورنيا، "أترك لكم التكهن بما سيحدث ولكني لا أعتقد أن السيد ترامب سيكون رئيسا، إنه أمر صعب، إنه ليس برنامج حواري أو عمل تسويقي".


 
وقيّم أوباما المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين عند سؤاله بشأنهم في المؤتمر الصحافي في كاليفورنيا في ختام أول مؤتمر لرابطة دول جنوب شرق آسيا على الأراضي الأميركية، وكان ترامب في حشد انتخابي له في ساوث كرولينا ويجيب عن بعض الأسئلة المطروحة من قبل الرئيس السابق للحزب "الجمهوري" "فان هيب"، وتجرى الانتخابات الأولية في ولاية كارولينا السبت، وأضاف ترامب للحشد الانتخابي، "لقد قام بمثل هذا العمل السيء" وانطلقت الحشود في التصفيق.


 
وذكر ترامب، "عليك أن تنظر إلى ميزانيتنا وإنفاقنا نحن لا يمكن أن نغلب "داعش"، ورعاية أوباما أمر فظيع ونحن في طريقنا لإنهائه واستبداله، أنا أعنى أنك تنظر في كل شيء"، موضحًا أن قناة تليفزيونية طلبت منه التعليق على كلمات أوباما القاسية، وأجب بطريقة كما لو كان يتحدث إلى الرجل الذى يريد أن يأخذ وظيفته.
 
وتابع ترامب "أنت محظوظ لأنني لم أشارك في المرة الأخيرة التي شارك فيها رومني، لأنه في ذلك الحالة كنت ستبقى رئيس لمدة دورة واحدة"، ويتقاتل الديمقراطيون حول الوريث الشرعي لإرث أوباما في البيت الأبيض فهل تكون وزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أم المنافس المتقدم ترامب أم عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز. واتهمت كلينتون ساندرز بعدم الولاء لأوباما الأسبوع الماضي، بعد أن قال خلال مقابلة له مع MSNBC إن أوباما حاول لكنه فشل في سد فجوة القيادة الرئاسية، وأضاف ساندرز "أعتقد أنه بذل جهود كبيرة، ولكني أعتقد أنه عندما نتحدث عن ثورة سياسية فإننا نعنى بذلك جلب الملايين من الناس للمشاركة في العملية السياسية بطريقة غير موجودة في الوقت الحالي".
 
وأضافت كلينتون في مناظرة تليفزيونية لها مع ساندرز باستضافةPBS" "، "يمكن أن أتوقع ذلك من الجمهورين لكني لم أتوقع هذه التصريحات من مرشح فاز بترشيح الحزب الديمقراطي لخلافة الرئيس أوباما"، وأجاب ساندرز " هذه ضربة منخفضة لقد عملت مع أوباما في الأعوام السبع الأخيرة، لقد ركض أحدنا ضد أوباما وأنا لست هذا المرشح، وهذ هي ميزة الانتخابات التمهيدية ويحاول الجميع تمييز نفسه، حيث يختلف بيرني وهيلارى حول الكثير من الأشياء التي يقف خلفها الجمهوريون".
 
وبيّن ساندرز، "قال الرئيس أنه يريد ترك ناخبي الحزب لقول كلمتهم دعونا نرى كين سيجرى هذا"، وذكر أوباما" أنا أعرف هيلاري أكثر من بيرني لأنها عملت في إدارتي وكانت تعمل وزير خارجية جيدة للدولة، وأظن أنها كانت تتفق معي في بعض القضايا أكثر من بيرني، وعلى الجانب الأخر هناك بعض القضايا التي يتفق بيرني معي فيها بشكل أكبر، أنا لا أعلم ولم أدرس مواقفهم عن كثب، وما يمكنني أن أؤكده بما لا يدع مجالا للشك هو أنني لست غاضبا من عدم وجودي في ورقة الاقتراع".
 
ويمكن القول إن ترامب يقود سباق الحزب "الجمهوري" في الانتخابات التمهيدية وجاء في المرتبة الثانية في ولاية أيوا وفى المرتبة الأولى في نيو هامبشير واستطلاعات الرأي الوطنية، وأفاد أوباما، "أثق في الشعب الأميركي كثيرا، إنه شعب واع يعبر عن نفسه في الانتخابات التمهيدية ويشاركون في الأمر في نهاية المطاف، وأعتقد أن هذا الشعب سيقوم باختيار معقول في النهاية".
 
وأشار أوباما إلى أنه لا يفهم لماذا لا يتم التركيز على الجمهورين الأخرين ومقترحاتهم مثلما يحدث مع ترامب، مضيفا "أعتقد أنه أمر مثير للاهتمام أن يركز الجميع على السيد ترامب لأنه يتحدث بطريقة مثيرة للاهتمام، ربما أنه يظهر خطابه المعادي للمسلمين ولكن إذا نظرتم إلى ما يقوله المرشحون الجمهوريون الأخرون فتجدوا أن الأمر مقلق أيضا".
 
ولفت الرئيس الأميركي إلى عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن فلوريدا ماركو روبيو والذي يرعى مجموعة من ثمانية أعضاء لطرح قانون لإصلاح نظام الهجرة، موضحًا "لديكم مرشح يرعى مشروع قانون دعمت وهو يعمل بعيدا عنه بكل استطاعته، وأعتقد أن جميع المرشحين ينكرون مناخ التغيير، وهذا أمر مثير للقلق بالنسبة للمجتمع الدولي".