الجيش الأميركي

أعلن الرئيس الأميركي الخميس، أن بلاده ستوقف الانسحاب العسكري من أفغانستان، والذي كان من المقرر أن ينتهي مع انتهاء ولاية أوباما الحالية عام 2017 ، ومددها إلى 14 عامًا إضافية.

وستبقى القوات الأميركية في أفغانستان والمقدر عددها 9800 جندي حتى أواخر 2016، فيما ستُبقي على 5500 جندي بحلول 2017، التي ستستمر في مواصلة تدريب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية ومطاردة مسلحي "القاعدة" و"داعش" وغيرها من المتطرفين الذين وجدوا من أفغانستان مكانًا لهم.

ويبدو أن الرئيس الأميركي تخلى عن طموحه بسحب كل قواته من أفغانستان قبل أن يغادر منصبه، معترفًا بأن قوات الأمن الأفغانية ما تزال غير مستعدة لمواجهة "طالبان" لوحدها.

وينتشر المتمردون في الوقت الراهن في أرجاء واسعة من البلاد أكثر من أي وقت منذ 2001، ووفقًا للأمم المتحدة، سجلت "طالبان" الشهر الماضي أكبر انتصار لها عند سيطرتها على مدينة قندوز الشمالية لأسبوعين قبل أن تنسحب منها.

وضغط الجيش الأميركي و"الكونغرس" قبل عملية قندوز، على إدارتهم للتخلي عن خططها بشأن تخفيض قواتها للنصف في أفغانستان بحلول العام المقبل، والإبقاء على ألف جندي فقط في السفارة الأميركية في كابول خلال 2017.

ولم يُحدد الوقت الذي ستخفض فيه عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 5500، وترك الأمر للقادة الميدانيين هناك لتحديد الوتيرة التي ستسحب فيها القوات والتوقيت المناسب.

وحث الرئيس الأفغاني أشرف غاني، الأميركان على الإبقاء على قواتهم في بلاده، معللًا ذلك بحاجة بلاده الماسة لمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.

ويساعد الجيش الأميركي القوات الأفغانية في قتالها ضد "طالبان" بشن غارات جوية وإرسال قوات العمليات الخاصة للمشاركة في القتال، بالرغم من أن الرئيس الأميركي أعلن أن الحرب الأميركية في أفغانستان انتهت.

واستطاع المئات من مقاتلي "طالبان"، هزيمة وتشتيت آلاف الجنود الأفغان في معركة قندوز، مما حذا بهم إلى طلب المساعدة من القوات الأمريكية وحلفائها في البلاد والمقدرة عددها 17 ألف جندي لاستعادة المدينة الشمالية.

وشاركت القوات الخاصة الأميركية وسلاح الجو في العمليات التي أسفرت عن قصف لمستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود"، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا من المرضى والأطباء، ولم تقتل أي متمرد.

واعتذر أوباما عن هذا الخطأ بسبب عدم التزام قواته بالتوجيهات التي تشدد على أن تكون الضربات الجوية ضد المتطرفين ولغرض حماية القوات الأميركية ومساعدة  القوات الأفغان في المعارك.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتراجع فيها الإدارة الأميركية عن خطط الانسحاب من أفغانستان، وأبقت القوات الأميركية على 9500 مقاتل لها في أفغانستان عام 2015 بالرغم من إعلانها مسبقا أنها ستقلص هذا العدد إلى النصف في العام ذاته.

وعكس الوضع المتدهور في أفغانستان نفسه على الإدارة الأميركية والجيش هذا الصيف، مؤديًا إلى تراجعها عن خطتها القاضية بسحب قواتها من هناك، والإبقاء على 5500 جندي في 2017، الأمر الذي سيكلف الإدارة الأميركية 14 مليار دولار في العام.