رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون

ارتفع عدد القتلى البريطانيين في سوريّة إلى 26، فيما دعا والد شابيّن من التكفيريين البريطانيين، الذين قتلوا في الحرب السورية، بطريقة عاطفية، الثلاثاء، أصدقاء أبنائه إلى عدم المشاركة في الحرب، لاسيما بعد تأكده من وفاة الابن الثاني.
وناشد أبو بكر دغايس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وسلطات المملكة المتحدة، لخلق استراتيجية من شأنها تسهيل عودة الشباب البريطاني الراغب في ذلك إلى البلاد، موضحًا أنَّ "سحب جواز سفره منعه من محاولة إعادة أبنائه إلى بريطانيا".

وكشف الرجل من برايتون، بعد وفاة ابنه جعفر دغيس (16 عامًا)، الذي غادر للقتال رفقة شقيقيه عامر وعبد الله، الذي قتل هذا العام في محافظة اللاذقية، شمال شرقي سورية، مبيّنًا أنَّ "جعفر واحد من أصغر التكفيريين البريطانيين في سورية، وقد توفي في محافظة حلب، في 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حين كان يقاتل ضد الجيش السوري".
وأضاف أبو بكر أنَّ "جعفر قتل برصاصة في الرأس، وعاش بعدها 15 دقيقة حتى مات بعد نطق الشهادتين"، مبرزًا "إن حزني لا يوصف بفقدان اثنين من أبنائي، كلماتي تعجز عن وصف ذلك".

وأوضح دغيس أنه "علم بوفاة ابنه عبر رسالة مسجلة أرسلها عامر من سورية، فقد شاهد موت عبد الله بعد إطلاق الجيش السوري النار عليه"، وفي إشارة إلى ابنه الذي لايزال على قيد الحياة في سورية، قال "لقد بكت عيناي أمس، وأنا آمل وأصلي إلى الله أن يعود آمنًا لبلاده، حيث عاش طوال حياته".

وأكّد الأب أنَّ رسالته لاتزال نفسها، وهي إلى كل الشباب المسلم، بما فيهم الساذج الذي يعتقد أن بذهابه إلى سورية سيغيّر شيئًا، "لا تذهبوا، فالسوريون لا يحتاجون إلى مقاتلين، هم بحاجة إلى أسلحة نوعية، يحتاجون مساعدة الحكومات، لا تفعلوا هذه الغلطة وتذهبوا إلى هناك".

وأردف أنَّ "لديه رسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية تيرسا ماي، لقد حاولتما منعي من السفر إلى هناك لجلب أبنائي إلى هنا، عبر سحب جواز سفري لمدة ستة أشهر"، مشيرًا إلى أنه "كان من الممكن أن يذهب إلى سورية لو أراد ذلك، حيث إنه في الماضي قام بأعمال الإغاثة".
وفي شأن السياسات القائمة تجاه المسلمين البريطانيين الشباب، دعا أبو بكر المجتمع والحكومة إلى "عدم دفعهم نحو التطرف، وجماعات مثل داعش، تدعو للثأر، ومتعطشة للدم".

وحثّ السلطات على "العمل مع الشباب المسلم لخلق استراتيجية من شأنها تمكين عودة البريطانيين من سورية"، معتبرًا أنّه "ينبغي عليهم التعامل مع الشباب الذي ارتكب الخطأ، ليس بوضعهم في السجن، لأن عصا القانون لا تعمل طوال الوقت، لن ينجح ذلك سيد كاميرون، رجاءً راجع استراتجيتك، لا نريد فقدان المزيد من شبابنا".

ويعتقد أنَّ الشاب البريطاني إبراهيم كامارا، الذي كان صديقا للأخوين دغيس، قد لقي حتفه في غارة جوية أميركية، في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، مع ثلاثة بريطانيين آخرين، من أصل بنغلاديشي، كانوا يعيشون شرق لندن، كلهم كانوا يقاتلون في صفوف "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، في سورية.