مؤيدو السيد ترامب يصلون في مقر حزبه

حقَق مرشَح الحزب الجمهوري دونالد ترامب انتصاراته في الجنوب في نيو انغلاند ما ساعده على المزيد من التقدَم، على الرغم من المقاومة المتزايدة لترشيحه والتي تجتاح الحزب، حيث يبدو أن التحالف السياسي لترامب مع انتصاراته في ولاية ألاباما، جورجيا، ماساشوستس، وتينيسي واركنسو وفيرمونت وفرجينيا تجاوز الانقسامات الإقليمية والأيديولوجية التي شكلت الحزب الجمهوري في الأعوام الأخيرة. وحظي ترامب بدعم قوي من الناخبين البيض من أصحاب الدخول المنخفضة ممن لم يحصلوا على شهادات جامعية كما حصل على دعم بعض المحافظين والإنجيليين في الجنوب.
 
وتوقع السيد ترامب، الثلاثاء، توحيد الحزب الجمهوري وراء حملته الانتخابية في إطار انتصاراته الكبيرة، موضحًا للصحافيين، "أنا الموحد، وبعد أن ينتهي كل هذا سألاحق شخص واحد وهو هيلاري كلينتون". وجدد السيناتور تيد كروز على انتصاره في ولايته وفي تكساس وأوكلاهوما وآلاسكا ما يجعله البديل الوحيد القادر على تجاوز السيد ترامب، وكانت النتائج موجعة بالنسبة للسيناتور ماركو روبيو من فلوريدا والذي قال أن لديه المكانة السياسية للتنافس مع السيد ترامب، ودعا أنصار السيد روبيو المرشحين الأخرين للتنحي بهدف السماح له بالتنافس النظيف مع السيد ترامب الذى يعد شخصية استقطابية حتى بين الناخبين الجمهوريين الأساسيين.
 
وتفوَق السيد كروز على السيد روبيو في العديد من الولايات في تصويت الثلاثاء وخصوصًا في الجنوب، وكان المرشح الوحيد بخلاف السيد ترامب الذي فاز في أكثر من ولاية واحدة، وفاز السيد روبيو بسهولة في الانتخابات الحزبية في مينيسوتا، كما حث السيد روبيو الجمهوريين على عدم التخلي عن الأمل في إحباط السيد ترامب، قائلا في ميامي " لا تستسلموا للخوف والغضب لا تستسلموا للمحتالين الذين يحاولون الاستفادة من معاناتكم، سأقوم بحملة لضمان أن أكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
 
وواجه السيد ترامب بعض المقاومة في الضواحي الغنية نسبيا بما في ذلك مناطق خارج أتلاتنا وواشنطن والتي دعمت السيد روبيو بالإضافة إلى المناطق القريبة من بوسطن التي صوتت للسيد جون كاسيش حاكم أوهايو، وأعرب الاستراتيجيون الجمهوريون عن خوفهم من مناضلة السيد ترامب لكسب تأييد النساء في الضواحي والناخبين ذوي الياقات البيضاء الذين ربما يرفضون نهجه العنصري في السياسة.
 
ويبدو أن الولايات التي فاز فيها السيد ترامب بما في ذلك ماساتشوستس وتينيسي أصبحت مفضلة بالنسبة للخصم السائد حيث زار السيد روبيو والسيد كاسيش هذه الولايات في كثير من الأحيان، ولكن لم يستثمر أي مرشح للنجاح الثلاثاء أكثر من السيد كروز، وأفاد السيد كروز بأنه ليس هناك سوى مرشح واحد محافظ لا تشوبه شائبه يمكنه تحدى السيد ترامب على المدى البعيد، إلا أن السيد كروز كشف عن حدوده السياسية موضحا أنه لم يكن على مقربة من السيد ترامب في الجنوب وأن الولايات التي ستنتخب في مارس/أذار ربما تكون أقل ترحيبا بسياسته الأيديولوجية الصارمة.
 
واعترف السيد كروز الذي ظهر في ستافورد في تكساس متفاخرا بانتصاراته بأن انقسام المعارضة يصعب من توقيف السيد ترامب، مضيفا، "مع انقسام المعارضة يصبح ترامب أكثر عرضة للترشيح وهذا يعد كارثة بالنسبة للجمهوريين وللمحافظين والأمة"، واصفا ترامب باعتباره مبتذلا. وناشد السيد كروز المنافسين الذين لم يحظوا بنجاحات في الانتخابات التمهيدية بالاتحاد معا لوقف السيد ترامب.
 
وتبنى السيد كروز والسيد روبيو استراتيجية البقاء لهزيمة ترامب، إلا أن رهانات القوة المضادة لترامب داخل الحزب ارتفعت في الفترة الأخيرة في إطار رفض السيد ترامب المبدئي الأحد التنصل من دعم كو كلوكس كلان والمساعد السابق ديفيد ديوك، ما ضاعف مخاوف قادة الحزب الجمهوري بشأن ترشيحه والذى سيعد خطأ تاريخي للحزب، وتصاعد تحذير الجمهوريين البارزين في الآونة الأخيرة من أن ترشح ترامب سيسبب كارثة للحزب في الانتخابات العامة.
 
وشرع قادة الحزب في محاولة أخيرة في إجراء مسح للمعارضين بحيث ينافسه أحدم أو من خلال توجيه موجة من الدعاية السلبية ضد السيد ترامب في أكبر الولايات التي تجرى فيها الانتخابات في مارس/ أذار، وقام الرعاة الماليين للحزب الجمهوري بتنظيم مكالمة هاتفية لحشد تمويل الجهود لمكافحة ترامب، وضمت المكالمة مدير الصناديق بول اي سينجر ومالك شيكاغو كابس "تود ريكتس" وميج وايتمان المرشح السابق لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، ولم يتضح نوع الهجوم السياسي الذي قد ينشأ من تلك المناقشات.
 
وأعلنت بعض المجموعات الخارجية خطط لمهاجمة السيد ترامب في الاعلانات التليفزيونية الأسابيع المقبلة بما في ذلك حملة "super PAC" بدعم من السيد ريكتس ومجموعة غير هادفة للربح وصندوق المستقبل الأميركي الذي كشف النقاب عن اعلان ينتقد دعم السيد ترامب لشركة تعليمية فاشلو يتم مقاضاتها بتهمة الاحتيال.
 
وأوضح المستشارون للسيد روبيو والسيد كاسيش أن التوافق المتنازع عليه قد يكون الفرصة الأكثر واقعية في المطالبة بترشيح الحزب الجمهوري ما يمنحهم فرصة أفضل لعرقلة السيد ترامب من الفوز ب 1237 مندوبا يحتاجهم حتى يتم ترشيحه، فيما أوضح ترامب أن حصوله على 190 مندوبا من إجمالي 270 يزيد من ميزته بأكثر من ثلاثة أضعاف مندوبي السيد كروز منافسه الأقرب، ولكن بسبب تخصيص منافسة الثلاثاء للمندوبين نسبيا تراجعت انتصارات ترامب في مواجهة السيد روبيو فضلا عن خطر عدم الوصول إلى نسبة 20% من التصويت لتلقى مندوبين  في ولاية آلاباما وتكساس وفيرمونت.
 
وزار السيد ترامب ولايتين هامتين الثلاثاء هما أوهايمو حيث كان يحكمها السيد كاسيش وولاية فلوريدا ولاية السيد روبيو، ومن المقرر أن تعلن الولايتين عن مندوبيها بتاريخ 15 مارس/ أذار ويأمل السيد ترامب في أن يساعده فوزه فى هاتين الولايتين على التغلب على خصومه، وانتقد السيد ترامب السيد روبيو في مؤتمر صحافي الثلاثاء، في بالم بيتش واصف إياه بأنه "خفيف" وأنه مجرد عضو مجلس الشيوخ.
 
ورفض ترامب تهديدات حفنة من الجمهوريين بدعم مرشح ثالث مصرا على سعيه في توسيع الائتلاف الجمهوري قائلا: "سنصبح ائتلاف أكبر ويمكنكم رؤية ذلك يحدث"، بينما لم يحصل المرشحان كاسيش وبن كارسون الجراح المتقاعد على أي زخم الثلاثاء، ومع تقارب السيد كاسيش من السيد ترامب في ولاية فيرمونت إلا أنه سيضطر للدخول في صراع ثالث في ولاية ميشغان في مارس/ أذار مع عدم وجود فرص لتحسن كبير في حظه، مضيفا " نحن نجري حاليا بشكل متساوي مع دونالد ترامب في ولاية فيرمونت". ولم يعد السيد كارسون جزء من المنافسة بسبب ضعفه في صناديق الاقتراع وعدم حضوره في النقاشات الأخيرة، حيث قضى الثلاثاء في ولاية لم تصوت في بلتيمور حيث كان جراح أعصاب ناك منذ فترة طويلة في جامعة هوبكينز.