النصف الجنوبي الخصب من سريلانكا

أحيانًا يكون الإبتعاد عن وسائل الراحة والذهاب إلى النصف الجنوبي الخصب من سريلانكا، هو الحل الذي تبحث عنه للتخلص من متاعب العمل وهموم الواجبات الأسرية وصخب المدينة، حيث الشواطئ البيضاء والفنادق الفخمة، إلى شمال أقصى طرف من الجزيرة، والتي لا يمكن أن تكون أكثر سحرًا.

فتلك المنطقة القاحلة الحارقة ذات ثقوب الرصاص المنتشرة في أرجاء المكان، شهدت أعنف قتال خلال الحرب الأهلية التي استمرت 25 عامًا بين القوات الحكومية وحركة "نمور التاميل"، والتي كانت حتى عام 2009، مغلقة أمام السياح. وحتى الآن تُعتبر زيارتها مغامرة.
 
ويمكن الإقامة في فندق بدائي في العاصمة الشمالية "جافنا" ضمن منتجع الشاطئ، والذي يملكه ويديره الجيش، والذي من المفترض أن يكون فيه أفضل الطهاة في الجزيرة، على الرغم من حرارة الجو المشتعلة والتكييفات المتعثرة، ولكن الغوص في حمام السباحة قد يساعدك على التغلب على الطقس.


 
وتقدِّم الجزيرة أفضل "كاري" في مكان يسمى العشب الأخضر في جافنا، وهو عبارة عن أكوام من القريدس الحار الطازج وسرطان البحر، والتي لا تكلفك شيء.

ولا يزال الجيش يهيمن على الشمال، ففي كل بضعة أميال هناك قواعد عسكرية تابعة له، مما يشير إلى عزم الحكومة على ألا تدع الصراع، الذي أزهق حياة 100 ألف شخص، أن يندلع مرة أخرى.
 
الشعب في سريلانكا لطيف جدا، حيث الترحيب الحار وحسُّ الفكاهة العالي.
 
وللمرة الأولى منذ سنوات أنت الآن في مأمن أثناء زيارة الأماكن المغلقة مثل جافنا، مع المعابد العتيقة الملونة الهندوسية والحصن الذي بُني في أوائل القرن ال17 على يد البرتغاليين ودمرته الحرب، كما أن هناك ميناء في المياه العميقة "ترينكومالي" مع الغوص ومراقبة الحوت المذهل، وشواطئ رائعة تمتد جنوبا على طول الساحل الشرقي.

في الغابة هناك مسبح على بعد 100 ميل إلى الجنوب من جزيرة جافنا، حيث توجد أكواخ فاخرة مع مسبح خاص في الغابة على حافة الرمال البيضاء. وهناك الفراشات العملاقة، والغزلان وحتى الثعابين، غير الضارة، التي تروع الضيوف الأكثر تحفظا، وتحتضن النمور أيضا والفهود.

أما مقاتلو حرب العصابات السابقون فإنهم يعملون الآن كموظفين في الفنادق، كجزء من برنامج إعادة التأهيل المستنير. وعلى نحو 50 ميلا إلى أسفل الساحل يوجد منتجع على شاطئ البحر، "أوغ باي"، والذي في الواقع لا يحتوي على أفضل طهاة في الجزيرة.

وإذا أردت أن تتذوق المأكولات السريلانكية في قمة أمجادها، كالكاري بالخبز والجمبري والموز والدهون ووجبات الإفطار التقليدية، السامبال بجوز الهند والأسماك أو الدجاج بالكاري ، فهذا هو المكان المثالي، كما يمكنك تناول العشاء على ضوء الشموع تحت النجوم.