اكتشاف مقبرتين آثريتين في الأقصر

أعلنت وزارة الآثار المصرية، السبت الماضي، عن اكتشاف مقبرتين قديمتين في منطقة دراع أبو النجا، في الأقصر، في الجزء التابع لمنظمة اليونسكو، ولا يزال حتى الآن المقبرتين مجهولتين الهوية، ولكن تعتقد الوزارة أنهما يعودان للأسرة الثامنة عشر، 1550-1292 قبل الميلاد، وهما آخر سلسلة من الاكتشافات في هذه المنطقة بشكل خاص وفي مصر بشكل عام، وقد أعلن وزير الآثار المصري، خالد العناني، أن عام 2017 سيكون عام الاكتشافات الآثرية.

ووجدت المقبرتين على عمق سبعة أمتار وعشرة أمتار على التوالي، وتحتويان على العديد من القطع الأثرية، من بينها 40 مخرطة جنائزية، 36 تمثالا من طراز أوسابتي، وأثاث جنائزي بعضه مطلي بالذهب.

وفي هذا السياق، قال زاهي حواس، عالم الآثار الشهير " إن الرسومات الموجودة على الجدران جميلة حقا، وهي تعود للأسرة الثامن عشر، ولكن يبدو وكأنها رسمت أمس، وأرى أنها من أفضل الجدران التي أكتشفت في دراع أبو النجا في السنوات المئة الماضية".

وأكتشف أيضا عددا من المومياوات والهياكل العظمية، وتمثال كبير لأمرأة تدعى إيزيس نيفريت، يعتقد أنها أم صاحب المقبرة، وأكد العناني أن المقبرة في حالة شبه مثالية.

ونقلت الوزارة عن مصطفى وزيري أمين المجلس الأعلى للآثار، قوله "إحدى المقبرتين اكتشفت حديثا بينما أعيد اكتشاف الأخرى".. "المقبرة المكتشفة لأول مرة تحمل اسم كامب 161، وقامت عالمة الآثار الألمانية فريدريكا كامب في التسعينيات من القرن الماضي بترقيمها فقط، ولم يعمل فيها مطلقا".

وقالت وزارة الآثار في بيان إنه "لم يعثر على اسم صاحب المقبرة في أي نقش داخلها، ولكن من المرجح أنها تعود للفترة من عصر الملك أمنحتب الثاني وحتى تحتمس الرابع"، وأشار البيان إلى أن أهم ما عثر عليه داخل المقبرة، أجزاء خشبية لعدد من التوابيت أهمها قناع خشبي كبير يمثل جزءا من التابوت ذي الشكل الأوزيري وقناع خشبي صغير وملون.

وقال وزيري "المقبرة الثانية تحمل رقم كامب 150، وقد قامت عالمة الآثار الألمانية بترقيمها والعمل بها حتى وصلت إلى المدخل فقط، ولم يستكمل العمل بها نهائيا، حتى قامت البعثة الأثرية المصرية بإعادة اكتشافها مرة أخرى".

وأضاف وزيري أن هذه المقبرة تعود إلى نهاية الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة حيث عثر على خرطوش يحمل اسم الملك تحتمس الأول على سقف الصالة الطولية من المقبرة. ولم يتم العثور أيضا على نصوص تحدد صاحب المقبرة على وجه الدقة.

وتابع الأمين العام أن من بين ما تم العثور عليه داخل المقبرة 100 ختم جنائزي وأقنعة خشبية ملونة، و450 تمثالاً مصنوعاً من مواد مختلفة منها الخشب والفخار ومجموعة من الأواني الفخارية ومومياء محنطة وملفوفة بالكتان.
وأكد وزيري أن الاكتشاف مرتبط بالأكتشفا الذي أعلن عنه قبل ثلاثة أشهر، وهو يبعد عنه فقط 100 متر، ووصفه حواس بأنه اكتشاف السنة، ووجد العلماء بعض الأدلة في المقبرة لرجل يدعى مارتي، وقال الوزيري أنه يعتقد بأن هذا قبره.

ومن بين الاكتشافات في مصر، مقبرة في محافظة المنيا في صعيد مصر تعود إلى العصر الروماني وهي مقبرة جماعية، وهرم غير معروف في دهشور، وتمثال طويل القامة يصل طولة إلى ثمانية أمتار للملك بسامتيك، وعثر عليه في إحدى ضواحي شرق القاهرة.

وتعاني السياحة المصرية منذ ثورة عام 2011، والتي أعقبتها الهجمات الإرهابية، وبالتالي يحاول السيد العناني استخدام هذه الاكتشافات لجذب السياح وخلق صورة إيجابية عن بلاده، وأعلن وزيري أنهم يتوقعون العثور على المزيد من الاكتشافات الجديدة في المنطقة، كما أكد العناني على أهمية عودة السياحة إلى مصر، يوم السبت الماضي بعد الإعلان عن الاكتشاف.

وأثر فقدان مصر للسياحة الغربية على أعمال وزارة السياحة، حيث انخفضت 95% من نسبة مبيعات التذاكر، وللحفاظ على الآثار التي تعد الأقدم في مصر، تنفق الوزارة نحو 1.3 مليار جنيه مصر لترميم الآثار، وفقًا لزاهي حواس، وهي تبني أيضا المتحف المصري الجديد بالقرب من الأهرامات بمليارات الجنيهات، ويؤكد الوزيري أن هناك مشاريع أخرى قيد الإنشاء، موضحا أن ما نراه من الآثار المصرية لا يشكل سوى 40% من آثار مصر القديمة.