لوحة للفنان دانيال ريشتر تعبّر عن معاناة اللاجئين

كُشف أخيرًا عن لوحة طريفة، وهي لجزيرة تقع في جنوب اسبانيا، للفنان الألماني دانيال ريشت في عام 2001 هي كابوس مزعج، ولكن أيضًا في مشهد يمكن رؤيته مباشرة من آخر الأخبار على الصفحة الأولى من تغطية أزمة اللاجئين الحالية، نرى النساء والرجال ملتحفون بالحجاب، كل منهم يحتمي وهو محني على زورق برتقالي بالكاد كبير بما فيه الكفاية لتحمل وزنهم، يعيد لنا صورًا لا حصر لها من أزمة اللاجئين الجارية.

وجاءت تموجات الضوء عبر أشكالهم المتشابكة غير طبيعية، مع الألوان الصارخة، الفيروزي والوردي والبرتقالي، وعيونهم التي تحملق، والخوف الذي يحتويهم، ومن الواضح أن هؤلاء الأشخاص لا يريدون أن يُنظر إليهم، كما لو كنا نراقبهم من خلال كاميرا للرؤية الليلية، وعاد ريشت إلى الرسم في التسعينيات عندما كان يعمل كمساعد لأحد أشد الفنانين الراديكاليين الألمان، ألبرت أوهلن، منذ ذلك الحين، قال انه أعاد اختراع نهجه باستمرار، من التجريد إلى الأعمال التصويرية والرسم دون فرشاة.

وخلافا لعمله "سبتمبر"، والذي يتميز بتمثيل واضح للأبراج التوأم، كانت "طريفة" هي صورة رمزية للمعاناة، وترك المشاهد يملئ الفراغات حول هوية هؤلاء الناس، حيث يظهر الأشخاص يعومون، ومعزولون عن التاريخ، في غيابات البحر الأسود، بشكل لا يمكن تصوره كما يصور هذا البحر الأسود وهو تهدد بابتلاعهم في أي لحظة.