قطعة أثرية من العصر الحديدي

ألقت مجموعة فريدة من القطع الأثرية المعدنية من العصر الحديدي ضوء جديدًا على طقوس الأعياد لدى مجتمعات ما قبل التاريخ الذين أقاموا بالقرب من ليستر قبل نحو 2300 عام، وقد اكتشف الخبراء الكنوز القديمة المدفونة خلال أعمال الحفر لمشروع تطوير المخازن، أما الأشياء النادرة التي وُجدت، بما في ذلك القدور، والدبابيس، والقرون النحاسية التي قد استخدمت في أغراض احتفالية، تشير إلى أهمية الاحتفالات في هذا الموقع، ويعتقد الباحثون أن تنوع التواريخ التي يعود إليها دفن تلك القطع يشير إلى الاستخدام المتكرر للقرية لاستضافة التجمعات الضخمة.


 
وقد قام فريق من العلماء من جامعة ليستر لعلوم الآثار "أولاس" بهذا الاكتشاف، في موقع يسمى غلينفيلد بارك، على مشارف ليستر، حيث تم الاستيطان المبكر للقرية من نحو القرن الخامس أو الرابع قبل الميلاد، ويظهر تاريخ الكاربون المشع أنه بحلول القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد، شهدت المستوطنة تغيرات جذرية في طابعها، أصبحت المستودعات الفردية مغلقة وبدأ المستوطنون يدفنون عمدًا الأدوات المعدنية، وتلك الأدوات المكتشفة في جلنفيلد بارك هي نتيجة لسلسلة من الأحداث التي وقعت على مدى فترة طويلة من الزمن، وبالتالي فالأدوات المكتشفة دُفنت في أوقات مختلفة عبر تاريخ المستوطنة.


 
وهذه الأفعال المتكررة تشير إلى أن الموقع كان مركزًا شعائريًا احتفاليًا يستضيف الأعياد الكبيرة، ويتضح أن معظم القدور قد وضعت عمدًا في خندق حلقي دائري كبير يحيط بالمبنى، وقد وضعوا إما في أوضاع مستقيمة أو مقلوبة، قبل إغلاق الخندق، مما يوحي بأنهم دُفنوا بمناسبة وقف الأنشطة المرتبطة بهذا الجزء من الموقع، وقد عُثر على مدافن أخرى عبر الموقع، مما يشير إلى إقامة فعاليات هامة على مدى فترة طويلة من الوقت مع تطور المستوطنة.


 
القدور مصنوعة من عدة أجزاء منفصلة، ​​تشمل الحواف الحديدية، والسلطانيات النحاسية، ومقبضين حديديين متصلين بالجزء العلوي، ويبدو إنها كانت متنوعة الأحجام، مع حواف تتراوح أقطارها بين 14 بوصة و22 بوصة، وتبلغ السعة الكلية لجميع القدور نحو 550 لترًا، وهذا يوضح القدرة على استخدامها لصنع الطعام لمجموعات كبيرة من الناس من المحتمل إنهم قد تجمعوا في المستوطنة من المجتمعات المحيطة بالمنطقة.