معرض السعودية رؤية من الداخل

توجت محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الخميس، مرحلة جديدة مميزة وواعدة من العلاقات بين البلدين، وأظهرت الفعاليات الكثيرة التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو، بالتزامن مع المحادثات في الكرملين، رغبة ثنائية مشتركة لتعزيز العلاقات ليس في مجالات السياسة والاقتصاد فحسب، بل وفي العلاقات الإنسانية والثقافية بين الشعبين في البلدين.

وفي هذا الإطار استضاف مبنى المعارض خلف مقر البرلمان الروسي، وسط العاصمة موسكو فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي في روسيا، الذي تضمن عرضا فنيا لفرق فلكلورية سعودية ومعرض لوحات فنية بعنوان "المملكة - رؤية من الداخل" تتحدث عن الجانب الجمالي الفني وتنوعه في المملكة، فيما كان وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدينسكي وجه شخصيا دعوة للمواطنين الروس لزيارة المعرض، مشيرا إلى توقيع اتفاقية تعاون بين وزارتي الثقافة السعودية والروسية، ووصفها "خطوة غاية في الأهمية على درب تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين".

وقدم معرض "المملكة - رؤية من الداخل" مشاهد من روح الحياة في السعودية، كي يتمكن المواطن الروسي من التعرف أكثر على السعودية التي وصفتها صحف روسية "مملكة الثقافة الرفيعة"، وبرز جانب من هذه الثقافة في لوحات فنية كثيرة تعرض معاني الوطن بالنسبة للمواطن السعودي، ولوحات أخرى تعرض أعمالا يدوية تمثل المهارات الفنية في مناطق مختلفة من المملكة، ولم يخل الأمر من صور إبداعية فنية، تظهر عمق الحس الإنساني في السعودية، فكانت الصورة الفنية الجميلة التي تحمل عنوان "كلنا جميعا إخوة"، أثارت مثل غيرها من اللوحات اهتمام الحضور وكاميرات القنوات التلفزيونية الروسية. كما كانت صورة تعرض الكعبة الشريفة محط اهتمام الحضور أيضًا، وكذلك صور لمدينة مكة المكرمة تعرض المشهد العمراني الحضاري هناك. وكان هناك إقبال واسع على قسم "جولة افتراضية في المملكة"، وهي جولة يجريها الزائر عبر نظام "3D" تترافق مع شرح توضيحي.

وقال قسورة حافظ، أحد القائمين على المعرض، إن "المعرض يعطي السعودية بصفتها دولة كبرى فيها 13 منطقة إدارية حقها، فهي دولة فيها زخم فني، والمعرض يقدم هذا الزخم وتنوعاته. وهذا التنوع يعطي فكرة عن المملكة وتطور الفنون الجملية فيها"، وقال إنه لاحظ حضورا جماهيريا كبيرا، الأمر الذي يساعد على إيصال الرسالة الإنسانية الثقافية عبر هذا المعرض.

وبشكل عام شهد المعرض حضورا جماهيريا وإعلاميا واسعين، وكان الزوار من المواطنين الروس يتمعنون اللوحات المعروضة بدقة ويستمعون باهتمام للتوضيح الذي قدمه القائمون على المعرض والمشاركون فيه. وفي البهو كان ممثلو وسائل الإعلام يقفون بكاميراتهم، يلتقطون مشاهد حية للمعرض وحركة الزوار، ويسجلون حوارات مع الضيوف والمشاركين في المعرض. وفردت وكالات الأنباء الروسية الكبرى "تاس" مساحة واسعة للحديث عن المعرض وعن الأسبوع الثقافي السعودي في روسيا.

وفي تقريرها بعنوان "الأسبوع الثقافي السعودي في روسيا يولد انطباعات إيجابية لدى الموسكوفيين"، قالت "تاس"، إن "سكان موسكو لن يكون بوسعهم ملامسة ثقافة بلد الحرمين الشريفين فحسب، بل أن يروا المملكة بأعينهم بفضل تقنية الواقع الافتراضي التي يوفرها المعرض".