فن المينا

تعتبر الفنانة السعودية "مسعودة قربان" أن شغفها وتعلقها بفن المينا جاء في مرحلة مبكرة من حياتها حيث عملت على صقل موهبتها بالدراسة والتخصص الدقيق في هذاالمجال .

وقالت في حديث لـ"صوت الإمارات" إن فن المينا قديم جدًا لم يشتغل به كثير من الفنانين لصعوبته وعدم توافر الخامات اللازمة مما جعلني مصرة للتمسك به والتعمق في دراسته مشيرة الى إنها ابتكرت تقنية جديدة في التصوير التشكيلي بالمينا عبر التصوير بالضوء كيميائيًا.

وأوضحت "قربان" الحائزة على براءة اختراع تقنية التصوير التشكيلي بالمينا  من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن "المينا عبارة عن مادة زجاجيّة تتشكّل من فتات زجاج، مذوّبة مع الرصاص والبورق، وملوّنة عبر إضافة الأكاسيد المعدنيّة "أكسيد الزرنيخ للون الأزرق، والحديد والمنغنيز للون الأحمر الأرجواني والقصدير للون الأبيض"،

وأضافت يذوب الزجاج ويصهر مع قاعدته المعدنيّة وتخبز في أفران متخصّصة على حرارة مرتفعة "600 إلى 800 درجة مئويّة"، ثمّ يجمد وعند إعادة تبريده يتم تسويته وصقله مشيرة إلى أن المينا تتميز ببريق المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.

وأشارت قربان إلى أنه لا يمكن استخدام الألوان في المينا إلاّ عبر وضعها بشكل متساوٍ، إذ أنّ المصدر المعدنيّ للصباغ يحول دون امتزاج الألوان.

وحول فن المينا وتسلسله التاريخي وأبرز الحضارات التي أولته اهتمامًا قالت " قربان" "إن فن الطلاء بالمينا يعود إلى العام 1400 قبل الميلاد وكان مرتبطًا بالحلي والتحف المعدنية، واستخدمه قدماء المصريين في التطعيم بين شرائط دقيقة من المعدن ووضع ألوان زجاج عليها".

أما "المينا" عند الإغريق فقد عرفت لديهم منذ القرن الرابع وأبدعوا فيها واستخدموها في الحلي والأواني.

 وشهد فنّ المينا في بيزنطة، لاسيّما في أواسط الحقبة البيزنطيّة "من القرن العاشر إلى الثاني عشر"، انتشارًا فريدًا بفضل الإتقان الممتاز لتقنيّة "الحجز" التي تمنحه مركزًا متميّزًا في صفوف الفنون الرفيعة في القرون الوسطى.

وتمّ استخدام المينا في عالم صياغة المجوهرات لزخرفتها ، و يقدّر أنّ القطع المطلية بالميناء المحفوظة تشكّل نسبة 20 في المائة من المنتجات البيزنطيّة، باستثناء بعض الحالات النادرة من الاكتشافات الأثريّة، في القرن الثاني عشر الا أنّ إعادة استخدام المينا قد وجدت في الشرق.

وترجع قربان أسباب عدم انتشار ورواج فن المينا بين المسلمين إلى صناعة المعادن التي اكتفت بالذهب والفضة وقلة المشتغلين فيها في الوطن العربي وقلة الخامات وهو فن يحتاج إلى وقت وممارسة وخبرة وتجارب كثيرة.

وأشارت في ختام حديثها الى أنها تستعد لإقامة معرض تجمع فيه "فن المينا" الذي سيشهد دمج الموروث الشعبي مع المعاصرة.

يشار إلى أن الفنانة التشكيلية قربان تخرجت من جامعة الملك سعود بدرجة دكتوراه تربية فنية وهي عضو في جمعية المينا الأميركية، شاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية والعالمية ،إضافة الى أنها حازت على جوائز تكريمية عدة وشهادات تقديرية بالفن التشكيلي.