زراعة النباتات

كشف علماء الآثار أدلة على أن المحاولات المبكرة في زراعة النباتات وقعت في وقت سابق قبل 11 ألف عام مما كنا نعتقد.
وأوضح العلماء أنهم وجدوا بقايا نباتات في مستعمرة قديمة ترجع إلى 23 ألف عام، فيها 23000 نوع محلي من القمح والشعير، فضلًا عن الأعشاب المعروفة لازدهار المحاصيل المدجنة جنبًا إلى جنب. وتبين بعد تحليل الأدوات التي عثر عليها أنها كانت شفرات تستخدم لقطع النباتات وحصاد الحبوب. ووصفت صحيفة "ديلي ميل" هذا الاكتشاف بأن لديه القدرة على إعادة كتابة التاريخ البشري بشكل كبير.

وكان يعتقد أن الزراعة ظهرت لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط منذ حوالي 12 ألف عام، حيث بدأت النباتات والحيوانات المستأنسة لتوفير الغذاء. وسمحت الخطوة للمزارعين في وقت مبكر بالبقاء في مكان واحد بدلًا من الانتقال بشكل منتظم لمتابعة مصادر الغذاء كالصيد. وسمحت الزراعة أيضًا بتشكيل المستوطنات الكبيرة مع توفير كميات أكبر من الطعام يسمح للناس بقضاء الوقت في تعلم المهارات الأخرى، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى نشوء حرفيين متخصصين يمكنهم ابتكار وتطوير التكنولوجيا الجديدة.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أن هناك دلائل على أن البشر في وقت مبكر شرعوا بالفعل بزراعة البذور وحصد النباتات بهدف الغذاء منذ حوالي 23 ألف عام. وأفاد عالم الأحياء الجزيئية البروفيسور مارسيلو ستيرنبرغ، الذي شارك في الدراسة: "كان الأسلاف في وقت مبكر أكثر ذكاء وأكثر مهارة مما كنا نعرف".وأضاف ستيرنبرغ "تبين دراستنا أن الزراعة بدأت في وقت سابق مما كان يعتقد سابقا، ويعطينا السبب لإعادة التفكير في قدرات أجدادنا". ويعتقد أن الموقع الأثري كان مأهولًا قبل 23 ألف عام من البشر الذين كانوا في المقام الأول صيادين يتناولون الأسماك باعتبارها الدعامة الأساسية لنظامهم الغذائي.

وتم اكتشاف الموقع والذي يقع على بعد 5.5 ميل من مدينة طبرية في فلسطين عام 1989، عندما انخفض مستوى البحيرة، وكشف عن ستة مساكن كوخ فرشاة، قبر البشري والخرز وأدوات الصوان. ووجد الباحثون 150 نباتًا من 140 نوعًا مختلفًا، ومن بين هذه الحبوب الصالحة للأكل الشعير البري والشوفان البري. وفيما يخص الأدوات التي عثر عليها في الموقع، هناك لوح طحن على أرضية واحد من الأكواخ وشفرات مع المجهرية حبيبات النشا عليها، وتوقع أيضًا أن الزراعة يجري إنشاءها هناك، وكان من بين أدوات الحصاد المناجل الحجرية الحادة.