علماء بريطانيون يفصحون عن مظلة صغيرة لعلاج الشخير أثناء النوم

كشف العلماء عن جهاز جديد يستطيع اصلاح ثقب القلب، ما قد ينقذ العديد من الأشخاص الذين يشخرون أثناء النوم بشكل مزمن من خطر السكتة القلبية والسكتة الدماغية، حيث يهدف هذا الإجراء إلى مساعدة الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، حين تنهار الأنسجة الناعمة في الحلق، ما يؤدي إلى الشخير، وقد تم ربط هذه الحالة بعيب خلقي في القلب يسمى بالثقبة البيضاوية الواضحة (PFO)، أي الحفرة التي فشلت في أن تغلق عند الولادة.

ويعمل الجهاز الجديد على تشكيل اثنين من المظلات الصغيرة، باستخدام الإجراءات الجديدة لإغلاق الثقب، وقد وجد الأطباء البريطانيون أنه يمكن أن يحسن من الآثار الجانبية لتوقف التنفس أثناء النوم وخفض خطر المعاناة من السكتة القلبية، ويمكن لانهيار الأنسجة الرخوة في المجاري التنفسية العليا أن يؤدي إلى عدم تدفق الهواء لعدة ثوان، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وترتبط الحالة بزيادة خطر الإصابة بسكتة قلبية وارتفاع ضغط الدم، فالذين يعانون من OSA ثلاث مرات أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، وتشير التقديرات الطبية إلى أن 4% من الرجال في منتصف العمر واثنين في المائة من النساء لديهم OSA، وأنه أكثر شيوعا بين كبار السن وزائدي الوزن والمدخنين، وقد أظهرت الأبحاث أن 70% من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم أيضا لديهم ثقب خلقي في القلب.

والثقبة البيضاوية هي ثقب صغير يقع في الحاجز أو الجدار الفاصل بين الغرفتين العليا من القلب في الجنين المتنامي، وهي تسمح للدم الغني بالأكسجين بالوصول من الأوردة إلى الجانب الأيمن من قلب الجنين وعبوره إلى الجانب الأيسر من القلب، وتجبره زيادة ضغط الدم على الجانب الأيسر من القلب عند الولادة على فتح إغلاقه، ولكن عند بعض الناس، من 20 إلى 30%، لا يحدث ذلك وهو ما يعرف بـ PFO.

ويعمل الصمام خلال ظروف معينة، حيث يفتح  عندما يكون هناك مزيد من الضغط داخل الصدر، عند السعال أو العطس أو الشخير، وهو ما يعني أن الدم يمكن أن ينتقل من الحجرة اليمنى من القلب إلى اليسرى، وتجاوز الترشيح للرئتين، وتفحص جلطات الدم عادة من قبل الرئتين، مما يعني أنها يمكن أن تخرج من خلال الثقب وتنتقل الى خارج القلب والمخ، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو في الشريان التاجي، مما يثير النوبة القلبية.

ويسمح للدم الغير مؤكسج أن يختلط مع الدم المؤكسج للرئتين، لدى المرضى الذين يعانون من OSA، عندما يفتح PFO أثناء انقطاع النفس، أي انقطاع تدفق الهواء، ما يتسبب في عدم تشبع الدم بالأكسجين

وأجريت عملية المظلة الجديدة، في مستشفى بابوورث في كامبريدج، وتقدم للناس الذين يعانون من OSA أو ذوي المستويات العالية من عدم التشبع بالأوكسجين، ويتكون الجهاز من عدد من الدعامات مثل الأسلاك في شكل مظلة التي تدعم قرصين من مادة لينة، وتأتي الأسلاك وأقراص سلك البلاتين صغيرة، ويتم تحميل الجهاز في قسطرة أو أنبوب مع الأسلاك المطوية مثل مظلة مفتوحة، ويتم إدخال قسطرة في الوريد في فخذ المريض ويتم التنقل من خلال الأوعية الدموية إلى موقع PFO في القلب. فور وجوده في الحفرة، الجهاز يذهب جزئيا من خلال ثقب ويفتح المظلة الأولى، ثم يفتح الثانية على الجانب الآخر، مع اثنين من المظلات المفتوحة على جانبي الحفرة، يتم سحبها معا مع تشديد الأسلاك لكبح الأنسجة بينها وبين تغطية الحفرة.
وتنمو الأنسجة مع مرور الوقت، على الجهاز ويصبح جزءًا من الجسم، مما يغلق الحفرة تماما، وتم علاج 30 مريضا في البداية، وبينما ذكر المرضى روايات حول الشعور بتحسنات، لا زال أمام العلماء المزيد من  التحاليل لإجرائها بكامل البيانات لتحديد تأثير هذا العلاج على مرضى OSA.