الكربوهيدرات النشوية

كشفت دراسة علمية حديثة أنّ ملايين الأشخاص مُعرّضون لخطر الموت المبكر لأنهم لا يأكلون ما يكفي من الألياف، ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الذين يحصلون على الكثير من الألياف في نظامهم الغذائي يقل لديهم خطر الوفاة المبكرة بنسبة الثلث، كما أنها تقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو النوع الثاني من داء السكري أو سرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى الربع، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من البالغين في بريطانيا، نحو 91 في المائة، يأكلون أقل من الكمية اليومية الموصى بها، كما توجد إحصائيات مماثلة في الولايات المتحدة.

وتعدّ هذه النتائج مخالفة للوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات العصرية التي ازدهرت شعبيتها خلال الأعوام الأخيرة التي أدت إلى انخفاض استهلاك الألياف، وتعدّ الألياف التي يشار إليها أحيانا باسم "roughage"، حيوية لعملية الهضم وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، وتوجد بمستويات عالية في كل من الفاكهة والخضراوات والحبوب، وكذلك الخبز والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والحبوب الكاملة، لكن ارتفاع شعبية الأنظمة الغذائية، التي غالبا ما تعتمد على القليل من تناول الألياف، يعني أن هناك الكثير من الناس لا يحصلون سوى على القليل جدا من هذه المكونات المفيدة.

وقال البروفيسور جون كامينغز، الباحث بجامعة دندي في أسكتلندا، إن الأبحاث الجديدة المنشورة في دورية "Lancet" الطبية، سيكون لها تأثير كبير، مشيرا إلى أنه تمثل لحظة حاسمة في مسألة تناول الألياف، وأضاف أن "العمل الذي قمنا به يعني أنه لدينا ما يكفي من الأدلة من الدراسات، والأعمال التجريبية البشرية والكيمياء الحيوية والفيزيولوجية لللأهمية التي تمثلها الألياف لنكون واثقين من الفوائد الواضحة لها بالنسبة إلى صحتنا".
وجمع فريقه نتائج أكثر من 230 دراسة سابقة، شملت 215000 شخص.

وقد يهمك ايضًا: 

7 طُرق لتجنّب الإصابة بنزلة برد أو التعافي منها

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 30 غراما في اليوم من الألياف، وهو القدر الموصى به من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا، أقل عرضة للوفاة المبكرة، بنسبة 24 في المائة مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا 8 غرامات في اليوم، وبالنسبة إلى أولئك الذين تناولوا أكثر من 35 غراما انخفض الخطر بأكثر من الثلث، وللتأكد من حصول الناس على ما يكفي من الألياف يجب أن تشكل البطاطس والمكرونة والخبز والكربوهيدرات النشوية الأخرى، وهي الأطعمة التقليدية المعروفة، المكونات الأساسية للنظام الغذائي الصحي، حسبما يقول مسؤولو الصحة.
ولتناول 30 غراما من الألياف يجب أن يتناول الناس خمس حصص من الفاكهة والخضار في اليوم الواحد، بالإضافة إلى ما يعادل 2 من بسكويت الحبوب الكاملة من حبوب الإفطار، وشريحتين سميكتين من الخبز الكامل والبطاطس دون تقشيرها، لكن بشكل حاسم، يجب على الناس أن يختاروا خيارات الأغذية ذات الحبوب الكاملة من أجل الحصول على التغذية من الكربوهيدرات التي يتناولونها.

وقال البروفيسور جيم مان، من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، والذي عمل أيضا في البحث الجديد: "تقدم نتائجنا دليلا مقنعا للتركيز على زيادة الألياف الغذائية واستبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة"، وأضاف أن "الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف التي تتطلب مضغا وتحتفظ بالكثير من تركيبتها في الأمعاء تزيد من الشبع وتساعد في التحكم في الوزن، ويمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مستويات الدهون والكوليسترول".

ووجد فريقه أن كل زيادة 8 غرامات من الألياف الغذائية التي تؤكل يوميا، تخفض الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 5 و27 في المائة، وقالوا إن استهلاك 25 غم إلى 29 غم كل يوم كان كافيا لكن أكثر من 30 غم يعطي حماية أكبر ضد السكتة الدماغية، وسرطان الثدي أيضا.

ورحّب العديد من الخبراء بالنتائج، وقال البروفيسور كيفن ويلان من جامعة كينغز كوليدج لندن، إن "التحدي الذي سنواجهه هو أن الكثير من الناس في المملكة المتحدة لا يأكلون هذا الكم من الألياف حيث إن المصادر الرئيسية للألياف في النظام الغذائي في المملكة المتحدة هي الحبوب، الخبز والمعكرونة والأرز وحبوب الإفطار، والخضراوات والفاكهة".
وأضاف: "يجب أن يُفكّر الناس في طُرق زيادة تناول الألياف من خلال تغيير طرق إعداد الطعام، على سبيل المثال. لا لتقشير البطاطس، والتوجه إلى الحبوب الكاملة لتحل محل الوجبات الخفيفة السكرية بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور".

وقال الدكتور إيان جونسون من معهد العلوم الحيوية في كوادرام في نورويتش إن "حجم الأدلة الهائل، بالإضافة إلى اتساق نتائج كل من الدراسات القائمة على الملاحظة والتجارب، يبيّن أنه يمكننا الآن أن نكون واثقين تماما من استهلاك الألياف من جميع المصادر، وبخاصة من الحبوب الكاملة، توفر حماية كبيرة ضد الأمراض الشائعة في وقت لاحق من الحياة والتي تضع الآن ضغوطا كبيرة على مؤسسات الصحة الوطنية".

وقال البروفيسور نويد ستار، أستاذ الطب الأيضي في جامعة غلاسكو: "أعتقد بأن هذه الأبحاث مهمة حيث تبرز فوائد استهلاك الألياف الغذائية أفضل من ذي قبل"، وأضاف: "مع ذلك، وكما هو الحال مع الغالبية العظمى من الدراسات فإن معظم الأدلة تأتي من الملاحظة، ويجب على المرء توخي الحذر بشأن الاستنتاجات التي تم التوصل إليها لكنني أميل إلى الاعتقاد بأن النتائج الإجمالية صحيحة بشكل مباشر ومتناسق مع استنتاجات الأبحاث الأخرى، كما أن توصيات زيادة كمية الألياف الغذائية واستبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة من المتوقع أن تفيد صحة الإنسان".

قد يهمك ايضا :   تقرير يوضّح كيفية الفحص الذاتي لسرطان الخصية

أنواع الطعام التي تتناولها تُحدد الآلام المُزمنة وتعالجها