فتاة تعاني من الاكتئاب

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "الطب الباطني" إن الألم المزمن قد يدفع الناس إلى الانتحار.

ووجدت الدراسة التي نفذّها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية, أن من بين أكثر من 120 ألف حالة انتحار وقعت في الولايات المتحدة على مدى 11 عامًا ، ما يقرب من 10 بالمائة من المنتحرين عانوا من الألم المزمن.

كان ألم الظهر هو الشكوى الأكثر شيوعًا ، يليه الآلام المرتبطة بالسرطان والتهاب المفاصل.

وينتحر ما يقارب من 800 ألف شخص سنويًا- حسب منظمة الصحة العالمية- التي تقول إن هناك ثمة علاقة محتملة بين الأمراض المزمنة ومعدلات الانتحار، كما أن الانتحار هو السبب الرئيسي العاشر للوفاة في الولايات المتحدة وأكبر سبب بين الرجال من دون سن الخمسين في المملكة المتحدة.

وأوضح الباحثون أن الألم المزمن ، الذي يستمر أكثر من ثلاثة أشهر ، يؤثر على نحو 11 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة، أما في المملكة المتحدة ، فإن ما يصل إلى 14 بالمائة من المصابين بالألم يعانون من إعاقة شديدة ربما تدفعهم للانتحار.

ووجدت البيانات المأخوذة من دراسة استقصائية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الأميركية أن التعامل مع الألم المزمن لا يتم على الوجه الأمثل في العيادات الطبية الأميركية وهو الأمر الذي يُساهم في زيادة معدلات الانتحار بين هؤلاء المرضى وتجمع هذه الدراسة معلومات بشأن الظروف المحيطة بالانتحار في 18 ولاية.

وتم تقييم نحو 123،181 حالة انتحار بين يناير / كانون الثاني 2003 وديسمبر / كانون الأول 2014 بين أشخاص تجاوزوا 10 سنوات لتحديد ما إذا كانوا قد تعرضوا للألم من قبل.تم تحديد الألم من خلال تقييم السجلات الطبية للمرضى لعلامات مثل آلام الظهر ، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.كما أظهرت السجلات ما إذا كان لدى المرضى أي حالات طبية تسبب الألم ، مثل مرض الخلايا المنجلية. لم يتم تضمين "الألم العاطفي" في التحليل,في الحالات التي تركت فيها ملاحظات الانتحار ، تم فحصها لتحديد ما إذا كان الألم قد ذكر.

وتشير النتائج إلى أن 10٪ من الأشخاص الذين انتحروا في العام 2014 كانوا يعانون من ألم مزمن ، بزيادة قدرها 31٪ عن العام 2003.

ويأمل الباحثون أن تكشف النتائج عن المزيد من أنماط الانتحار في محاولة للحد من إنهاء الحياة.

و يعتبر الانتحار بحسب منظمة الصحة العالمية, من الأمور التي يمكن الوقاية منها، عبر اتخاذ مجموعة من التدابير منها الحد من فرص الوصول لوسائل الانتحار والتشخيص المبكر والرعاية الدورية للمصابين بالاضطربات النفسية وتوفير المتابعة لهؤلاء الذين أقدموا على محاولة الانتحار في السابق