العمليات الجراحية

ابتكر مجموعة من العلماء البريطانيين، أداة من شأنها تجنيب الآلاف من مرضى سرطان البروستاتا، العلاجات المؤلمة غير الضرورية، وصمم خبراء في جامعة كامبريدج أداة تحسب فرص وفاة المريض من سرطان البروستاتا بدقة تصل إلى 90٪.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تتنبأ الأداة بمدى استفادة كل مريض من الجراحة أو العلاج الإشعاعي، أو أي علاج جذري آخر، أو ما إذا كان الأمر لا يتعدى الحاجة إلى المتابعة البسيطة.
واشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه بالنسبة لحوالي ثلث مرضى البروستات - حوالي 15،000 من جميع الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالمرض في بريطانيا كل عام - فإن فرصة الوفاة منخفضة جدًا كما أن فوائد العلاج ضئيلة.
وابتكر فريق "كامبريدج" نموذجهم بعد مراقبة 10 آلاف مريض بريطاني، لمدة عقد من الزمن، ثم اختبروه على 2500 رجل في سنغافورة ووجدوا أن نسبة الدقة تصل لـ 90%، في حين ان الاداة الحالية المستخدمة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، الرجال إلى ثلاث مجموعات، اعتمادا على مدى شدة الإصابة بالمرض، تبلغ دقتها بنسبة 60 في المائة فقط.
وقال رئيس الدراسة، فنسنت جانانابراجاسام، وهو طبيب استشاري متخصص في أمراض المسالك البولية في جامعة كامبريدج: "عندما يتم تشخيص المريض بسرطان البروستاتا، فهو غالبًا ما يتلقى نصائح غير مفيدة تعتمد بشكل كبير على من تحدث إليهم، ما يؤدي إلى اتخاذ القرارات الجذرية التي قد لا يكون هناك حاجة إليها".
وتنظم صحيفة "ديلي ميل"، حملة لتحسين علاجات سرطان البروستات التي يعتقد أنها تتخلف 20 عامًا عن علاجات سرطان الثدي، كما ان جزء من المشكلة انه في حين أن علاجات سرطان الثدي مصممة بشكل خاص لتتناسب كل مريض، فإن علاجات البروستاتا لا تزال تعتمد على نهج واحد للجميع.
وتعتد النتائج الجديدة على البدء في سد هذه الفجوة، ووجد الباحثون الذين سيقدمون النتائج التي توصلوا إليها في الجمعية الأوروبية لمؤتمر أمراض المسالك البولية في كوبنهاغن الأسبوع المقبل، أن خمس المرضى المصابين بالسرطان الأكثر عدوانية " الخبيئة"  كانوا عرضة للوفاة بسرطان البروستاتا بمعدل 20 مرة في غضون عشر سنوات مقارنة بأولئك المصابون بالاورام الأقل عدوانية.
ولذلك يلجأ العديد من المرضى للخضوع للعمليات الجراحية في غياب الأدلة الكافية، ولكن نموذج التنبؤ الجديد، والذي سيتم وضعه على الإنترنت ليستخدمه المرضى وأطباؤهم في وقت لاحق من هذا العام، يقيس عمر المريض والتاريخ الطبي للمرض واختبار الدم ونتائج التحاليل ليتنبأ في النهاية بمدى فرصته للبقاء على قيد الحياة لمدة عشر سنوات.
العلاج الجديد مثل العلاج الإشعاعي أو استئصال البروستاتا سيخفض معدل وفيات البروستات إلى 3 في المائة فقط - لكن فرصته الإجمالية للوفاة ستظل بالكاد منخفضة بنسبة 27 في المائة. وهذا يعني أنه لن يخضع المرضى لعلاج قاسٍ بدون فائدة، ومع ذلك فإنه ينطوي على مخاطر جانبية مثل العجز الجنسي وسلس البول.