جراحات التخسيس

كشفت بعض البحوث مؤخرًا، أن عمليات فقدان الوزن تقوم بعكس عملية الشيخوخة، حيث أن البدناء يكبرون في السن قبل الأوان، مع تآكل الخلايا والتهاب الأنسجة الدهنية. ولكن الدراسة التي أجرتها كلية الطب في جامعة "فيينا" في النمسا، أظهرت أنه يمكن عكس الضرر الذي يحدث عن طريق الجراحة التي تعالج البدانة.

ومعلوم أن العمليات الجراحية تجري في المعدة أساسا لمساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. ووفقا لمعدِّ الدراسة الدكتور فيليب هوزينر، قد تكون فوائد العملية أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا، حيث يقول: إن "السمنة، وعلى وجه التحديد وجود الكثير من الأنسجة الدهنية، تضع الجسم كله تحت الضغط المتزايد، وبواسطة فقدان الوزن والأنسجة الدهنية يقل الإجهاد، ويصبح الجسم أصغر سنا".

وأضاف: أن "هذه أنباء ايجابية للمرضى الذين عليهم إجراء جراحة لعلاج البدانة لأنها تدل على أن الأضرار الناجمة عن السمنة يمكن عكسها". 

وفي هذه الدراسة، حلل فريق الدكتور هوزينر 76 مريضًا يبلغ متوسط أعمارهم 40 عاما، ومؤشر كتلة الجسم لا يقل عن 35 كلغ.

 وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم 44.5 كلغ. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم لأكثر من 30 نوعًا من السمنة المفرطة.

 وقد تمت إحالة المرضى الى عمليات تغيير شرايين المعدة، بعد أن فشلوا في انقاص وزنهم باستخدام أساليب تغيير نمط الحياة. وقبل الذهاب تحت مشرط الطبيب، أعطى المرضى عينات الدم للباحثين، ثم تم إجراء اختبارات الدم مرة أخرى بعد عامين.

وفضلا عن الانخفاض الكبير في مؤشر كتلة الجسم، إلى ما متوسطه 27.5 كلغ ، أظهر جميع المرضى انخفاضًا في مستويات الالتهاب في خلاياهم بعد ذلك بعامين.

كما كان لديهم أيضا "تيلومير" أطول، وهي الساعة الداخلية في كل خلية، حيث أبطأت العملية من علامات تقدم العمر. وتبين البحوث أن السمنة وزيادة الوزن لهما نفس التأثير. فعندما تصبح  الخلية قصيرة جدا، لا تصبح قادرة على الانقسام، لذلك تجلس ببساطة في الجسم مثل خلايا المسنين. ووفقا للدراسة، فإن أكسدة التيلومير تتسبب في كسرها وتقليصها، وقد نتج عن ذلك انخفاض في الحجم ثلاثة أضعاف بعد عامين من الجراحة.

هذه الدراسة ليست الأولى التي تجد أن النساء البدينات لها تيلوميرات أقصر من وزن المرأة السليمة، ولكنها تسلط الضوء من جديد على فكرة أن هناك وسيلة لعكس عملية الشيخوخة.

ويقول دكتور هوزينر: "إن طول التيلومير زاد لمدة سنتين بعد جراحة في الخلايا المناعية في الدم، حيث تم تجديد هذه الخلايا مع مرور الوقت، وهذا يعني أن الخلايا التي درسناها في عامين كانت خلايا مختلفة في بيئة ما بعد الجراحة الجديدة".

فكلما كانت التيلومير أطول، إذ تبدو الخلايا لديها ضغط أقل فتصبح أكثر قابلية لتتكاثر. وأضاف هوزينر: "الجراحة هي الملاذ الأخير لهؤلاء المرضى، وإنه لأمر جيد أن نرى أنهم ليسوا فقط يفقدون الوزن، لكنها أيضا تقلل الإجهاد على الجسم وتحد من الشيخوخة المبكرة".