سرطان المبيض


أوضحت دراسة معمقة استمرت لعدة أعوام، أن مئات من ألاف الأرواح يمكن انقاذها في جميع أنحاء العالم، في حال أجرت النساء من فوق 50 عامًا، باختبار روتيني للكشف عن سرطان المبيض في وقت مبكر.
 
ويتوقع العلماء أن هذا الاختبار سيقلل من وفيات سرطان المبيض بنسبة 20%، حيث يحتل سرطان المبيض المرتبة الخامسة لأكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء في بريطانيا، مع أكثر من 7000 حالة سنويًا، ويعتبر التشخيص المبكر هو مفتاح البقاء على قيد الحياة، وللأسف فإن ثلاثة أرباع النساء يشخصن بإصابتهن في مراحل متقدمة من المرض، مما يزيد من صعوبة العلاج، حيث يقتل المرض حاليا 4300 امرأة في بريطانيا خلال العام.
 
واستمرت الدراسة 14 عاما، بقيادة خبراء في جامعة "لندن"، مما يدل على أن الفحص السنوي للدم لمستويات بروتين معين يمكن أن يمنع ما يقرب من 15 حالة وفاة لكل 10 ألاف امرأة، وأشاد خبراء الصحة بهذه الدراسة واعتبروها خطوة تاريخية في معالجة سرطان المبيض كونه مرض يحتاج الى مزيد من الأبحاث.
 
وأكدت الرئيس التنفيذي للحد من سرطان المبيض كاثرين تايلور "سرطان المبيض يقضي على الكثير من النساء، ونحن بحاجة الى برنامج فحص لحماية النساء من هذا المرض الخبيث، وتقدم هذه النتائج بصيصا من الامل لمكافحة سرطان المبيض، وتمكننا من التقدم خطوة للأمام في برنامج الفحص الوطني، ويجب علينا أن نكون واقعيين لأن هذا يمكن أن يستغرق أعوام لتصبح حقيقة واقعة".


 
واختبر الباحثون الذين نشروا بحثهم في دورية الانسيت الطبية الدراسية أكثر من 200 ألف امرأة بعد انقطاع الطمث لمدة 14 عاما في 13 مركز في بريطانيا، وقارنوا نتائج المصابات اللواتي خضعن لاختبار الدم لمستويات بروتين سي أي 125 واللواتي لم يخضعن، ووجدن أن اختبار الدم أدى لانخفاض معدل الوفيات بسرطان المبيض عموما.
 
واكتشف العلماء أن الفحص أدى الى نتائج مضللة، فمن بين ثلاث نساء دل الفحص على معناتهما من السرطان كانت اثنتين خاليتان من السرطان، وأشار عضو معهد صحة المرأة في جامعة "لندن" ومؤلفة البحث ايان جاكويس "المزيد من البحوث ستوفر قدرًا أكبر من الثقة حول الحد الدقيق من خفض عدد الوفيات الذي يمكن تحقيقه، فمن الممكن أن تنخفض معدل الوفيات بعد متابعة اضافية في الأعوام المقبلة بشكل ملحوظ".
 
ويعتقد الباحثون أن الفحص الدقيق لهذا النوع يمكن الكشف عن سرطان المبيض مبكرا مما يساعد في تقليل معدل الوفيات، لكنهم أكدوا أن المزيد من العمل يجب القيام به في هذا الشأن، وقالوا إن هذا البحث يفتح عهدا جديدا في مجال أبحاث سرطان المبيض.
 
وجاء في التقرير "يعتمد التقليل من خطر الاصابة بسرطان المبيض والموت بسببه على المزيد من المتابعة لتحديد المدى الكامل لإمكانية خفض عدد الوفيات، والمزيد من التحليلات الاحصائية والاقتصادية الصحية، ويمكن أن تبذل كل الجهود في نفس الوقت لتحسين الكشف عن سرطان المبيض وتطوير التجارب لاكتساب الوقت".
 
وبين دكتور علم الوراثة في لندن أدام شو أن نتائج البحث مشجعة، وعلى الرغم من تقديم اختبار الدم بعض المعلومات المغلوطة في بعض الاحيان، إلا أنه يعتبر ذو فائدة عظيمة للتقليل من الوفيات، وأن هذه الدراسة تعتبر خطوة تاريخية في ابتكار فحص فعال لسرطان المبيض، والذي غالبا ما يتم تصويره بالقاتل الصامت.
 
وأوضحت الدكتورة كرستينا فوتوبولو من مركز أبحاث سرطان المبيض "لقد كان سرطان المبيض دائما متقدم علينا بخطوة، ولكن الفحوصات الجديدة من شأنها أن تمكنا من الكشف عنه في مرحلة مبكرة يكون فيها العلاج فعالا، ولكننا مازلنا نحتاج لمزيد من الدراسات".
 
وأضاف نائب رئيس الكتلة الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء كلير ماكنزي "هذه الدراسة مهمة جدا في الكشف المبكر عن سرطان المبيض وبالتالي العلاج المبكر لإنقاذ الكثير من الأرواح، وهناك حاجة للمتابعة لتحديد مدى فعالية الفحص، ويجب على النساء اللواتي يشعرن بالقلق من سرطان البميض التحدث الى أطبائهن لتفسير خطر الاصابة بهذا السرطان واكتشاف خيارات الاختبارات المتاحة".
 
وقالت مديرة البرامج في لجنة الفحوص الوطنية البريطانية الدكتورة ان مكي "كي نتمكن من وضع طريقة للكشف عن سرطان المبيض علمنا مع الكثير من الأكاديميين خارج بريطانيا لمعرفة ما اذا كان الكشف عن سرطان المبيض يمكن أن يساعد النساء".
 
ووضح الرئيس التنفيذي لشركة استهداف سرطان المبيض أنوين جونز أن هذه الدراسة بعيدة بعض الشيء، لذلك فشركته تحاول التركيز على العمل الحيوي في رفع الوعي تجاه أعراض المرض كي تتمكن النساء من الحصول على تشخيص في وقت مبكر.