الجلوس في هيئة مستقيمة يمنح الراحة والشعور

أكدت دراسة تُعد الأولى من نوعها، أنَّ الجلوس بشكل مريح أمر جيد، لأنَّه يمنع الوقوع تحت تأثير الضغوط المختلفة، مشيرة إلى أنَّ أفضل طريقة للشعور بالهدوء والتفاؤل عقب الإحساس بالإرهاق ربما تكون تغيير وضعية الجلوس بكل بساطة.

وأوضح الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يجلسون بشكل مستقيم مع استقامة أكتافهم أفضل حالًا عاطفيًا، حين ينفذون مهمة عامة تحت الضغط، من أولئك الذين يجلسون بشكل منحني، حيث أنَّ وضعية الجلوس تؤثر على الحالة المزاجية، خصوصًا أنَّ موضع العضلات يؤثر على سير العمل لدى الجهاز العصبي والنظام الهرموني.

وأفادت الدراسة التي نشرتها مجلة "علم النفس الصحي"، بأنَّ المشاركين الذين جلسوا بشكل صحيح كانت قدراتهم الذاتية أعلى، بالإضافة إلى تحسن المزاج والخوف الأقل من أولئك الذين يجلسون بشكل خاطئ، وأيضًا استخدموا كلمات أكثر إيجابية وأقل سلبية، عندما وصفوا تجربتهم.

وأجرى العلماء في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا دراسة بشكل عشوائي على 74 من المشاركين الجالسين بشكل صحيح وخاطئ، وطوال فترة الدراسة تمَّ تسجيل ظهورهم وتمَّ تظليلهم عن الهدف الحقيقي للدراسة، وبالتالي لم يكونوا على علم بأهداف التقييم الحقيقية.

وتمَّ إخبار المشاركين أنَّ الاستجواب كان عن وظيفة أحلامهم، ولديهم فقط خمس دقائق لإخبار الفريق لماذا هم أفضل المرشحين، وتمَّ السماح لهم بالتحضير مسبقًا؛ لكنَّهم لم يستطيعوا تقديم أي مذكرات مكتوبة، وتم إخبارهم أنَّ أفضل مرشح سيفوز بقسيمة تسوق بمبلغ 125 جنيهًا إسترلينيًا.

وأضاف الباحثون أنَّ "الجلوس في وضع مستقيم قد يكون استراتيجية سلوكية بسيطة للمساعدة في بناء القدرة على التكيف مع الإجهاد، وهذه الدراسة الأولى التي تظهر أنَّ الجلوس مستقيمًا أثناء الإجهاد النفسي قد يكون له آثار وقائية على المزاج".

وتابعوا "المشاركين الذين جلسوا بوضع مستقيم شعروا بحماسة أكثر، أما من كانوا في الوضعية الخطأ شعروا بالخوف والعدائية والعصبية والنعاس والبطء".

المشاركون ذو الجلسة المستقيمة ظهرت عليهم قدرات أعلى ذاتيًا، وانخفضت عندهم نسبة الخوف مقارنة بالآخرين، وتحدثوا بكلمات أكثر في المجموع ولكن مستخدمين كلمات أقل من الضمائر الشخصية وأقل الكلمات ذات المشاعر السلبية مقارنة بالإيجابية.