الإصابة بالبرد

كشفت دراسة علمية أنّ عدوى فيروسية في التهاب الأنف والحلق والجيوب الأنفية والحنجرة، تسبب "البرد"، وغالبا ما يطلق عليه الأطباء التهاب الجهاز التنفسي العلوي، لتميزه عن تلك التي تحدث في الجهاز التنفسي السفلي والتي تعتبر أكثر خطورة، ومعظم نزلات البرد لا تمثل خطورة على الناس، ولكنها تسبب الإزعاج خصوصًا إذا استمرت لبضعة أيام.

ولفتت الدراسة إلى أنّ الفئات كلها في الشتاء معرضة للإصابة بنزلات البرد، بسبب انتقالها من مصاب إلى آخر، ولكن الأطفال قد يواجهوا المشكلة بشكل أكبر من البالغين فهم يصابون بخمس نزلات برد سنويا في حين يصاب الكبار بنزلتين إلى ثلاث في السنة، وترتفع النسبة بين الكبار الذين يعملون مع الأطفال كالمعلمين، ويصاب الأطفال الصغار في الروضات بنزلات البرد أكثر، ولكنها لا تؤذيهم في المستقبل، كما أن المدخنين أو مرضى السكري أو من يعانون من ضعف في المناعة أو الربو أكثر عرضة للالتهابات ونزلات البرد.

وأوضح الأطباء أنّ أي شخص لا يمكنه فعل الكثير لحماية نفسه من نزلات البرد، إلا إذا أراد أن يعيش في كهف مغلق ولا يحتك بالناس، ولكن يتعين على المصابين بنزلات البرد أن يحدوا من انتشارها، وذلك بتغطية أنوفهم وأفواههم أثناء العطس والسعال، وغسل أيديهم باستمرار، وإلقاء الأوراق الملوثة، وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة، ويميل الكثير من الناس إلى وضع قناع على الوجه.

وأشار متخصص الأمراض الرئوية للأطفال، والذي يعمل في شانديغار في الهند، مينو سينغ، "أنا لا أرتدي قناعًا ولا حتى في موسم انتشار إنفلونزا الخنازير، بل أتناول مكملات غذائية تحتوي على الفيتامينات والمعادن، لتجنب نزلات البرد، وآلام الحلق، وأعتمد على الغرغرة بالمياه المالحة، وأحيانا أقوم بحمام بخاري، لا مضادات حيوية ولا علاجات عشبية."

ويمكن أن تساعد المكملات الغذائية الغنية بالزنك وفيتامين "سي" و"دي" في منع نزلات البرد، ولكن لا أدلة قوية على ذلك، وهناك دليل ضعيف أن بكتيريا القناة الهضمية تقلل من نزلات البرد ومدة الإصابة وشدتها، ولذلك ينصح بتناول الألبان التي تحتوي على هذه البكتيريا. ويستطيع معظم الناس التغلب على نزلات البرد في غضون أيام قليلة، وتأتي الراحة على أولى قائمة النصائح عند الإصابة بنزلة البرد، وشرب سوائل كافية، وعدم الاحتكاك بالآخرين حتى لا ينتشر المرض.

وبيّن الباحث في جامعة أوكلاند في نيوزرلندا، بروس أرول، "لا أدلة على أن إبقاء الإنسان في الدفء أو تناول حساء الدجاج من الأمور المفيدة، واستنشاق البخار ربما لا يساعد أيضا، ولكن مضادات الالتهابات تساعد في الحد من الآلام، وينصح بتناول مزيلات الاحتقان، ويمكن استعمال الفيكس مع الأطفال، والأدلة ضعيفة على أجهزة استنشاق الأنف مثل إبراتروبيون والتي تعمل على سيلان الأنف بشكل كبير".

ولا يوجد لقاح معين ضد نزلات البرد، فاللقاحات تعطى ضد فيروسات محددة، فيما نزلات البرد تسببها فيروسات كثيرة معظمها من عائلة الفيروسات الأنفية، ولكن البعض الآخر ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية، أو فيروسات الإنفلونزا، وفي كثير من الأحيان لا يمكن تحديد فيروس معين وبالتالي يصبح من الصعب التنبؤ باللقاح المناسب.

وهناك تجارب أجريت على بعض الفيروسات المخدرة والتي تؤخذ عن طريق الرذاذ، وهناك تجربة واحدة أدت إلى انخفاض أعراض السعال وسيلان الأنف والشعور بالمرض، ولكن المرضى أخذوا معها أدوية أخرى مثل مضادات "الهستامين" وإيبوبروفين، ويعتبر الإنترفيرون من العقاقير المكلفة جدًا.

يستمر السعال بسبب بقاء الالتهابات حول الشعب الهوائية، ولا يجب إعطاء الأطفال أدوية السعال، خصوصًا وأن الستيرويدات المستنشقة والتي عادة ما تكون على هيئة "بخاخ"، تساعد الناس الذين يعانون من الربو، ولكن إذا استمر السعال لأكثر من أربعة أسابيع مصحوبًا بفقدان الوزن ودم في البلغم، يجب استشارة الطبيب فورا.