مخطط تدشين حديقة لليهود في الولجة

كنتَ في الماضي تستطيع الوصول إلى المكان الوفير بالمياه، فـ17عينًا كانت تتفجر بالحياة هناك، إنها الولجة غرب بيت لحم، والمكان المقصود كان خط الهدنة بين العرب واليهود الذي رسمه مُحتل الأرض العام 1948.

وشرعت سلطات الاحتلال أخيرًا في الحفر والتنقيب في منطقة عين الحنية، غرب القرية، والتي كان فيها شلال للمياه يصب في بركة وسط موقع كان يستخدم كاستراحة للقوافل التي تمر من هناك.

ويذكر رئيس المجلس القروي للولجة، عبدالرحمن أبوالتين، خلال حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"، أنَّ "أشخاصًا يعملون في الآثار لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي قدموا إلى المنطقة أخيرًا، وأوقفوا المياه من التدفق في محيط المنطقة الأثرية التي تحتوي على دير قديم ومحراب للصلاة".

ويشير أبوالتين: "هذه المنطقة كانت على خط الهدنة الذي رسُم العام 1949، بين الضفة الغربية والقدس المحتلة، والمنطقة فيها 17 عين مياه، ومياهها غزيرة وتمتاز بأرضها الجبلية ويوجد أعلى جبل بالقرية واسمه "مسكري" ويطل على القدس وضواحيها، وكانت المياه تكفي للزراعة في الوادي، كما أنَّ في المنطقة دير قديم ومحراب مبني من العصور القديمة".

وأكد أبوالتين: "سلطات الاحتلال استولت على المنطقة وأقامت جدارًا ابتلع الولجة القديمة بأكملها، وبمساحة تزيد عن 1200 دونمًا، وقامت بمحاصرة الولجة، وأخفت المعالم التاريخية والأثرية التي بنيت في العصور الإسلامية والبيزنطية، وبدأت  بالبحث عن آثار مما تبقى من الدير والأعمدة الموجودة هناك، كي ينسبونها لأنفسهم ويثبتوا وجودهم في المكان".

ويكمل أبوالتين: "المنطقة تبعد اليوم كيلو مترًا واحدًا عن حاجز رئيسي يفصل بين الضفة والقدس، رغم أنها داخل الجدار، وكان المستوطنون يتوافدون إلى المنطقة ويتغطسون في البركة، واليوم أوقفوا تدفق المياه اليها، وبدأوا بتخريبها والعبث فيها".

منهيَا حديثه بالقول: "سلطات الاحتلال تريد أنَّ تقيم ما تسميه بـ"الحديقة الوطنية لليهود" على مساحات شاسعة من المنطقة، ستبتلع 1200 دونمًا من الأراضي المحتلة العام 1967، وباقي مساحة الحديقة من الأراضي المحتلة العام 1948، كما يمنع على أصحابها الوصول إليها وزراعتها، لأنها أصبحت خلف الجدار".