محمد الزمر

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، كلمات خُطَّت على شظايا الموت، من بقايا قذائف الاحتلال الإسرائيلي، لتحيلها إلى قطع فنية، خبّأت بين ثنايا جمالها موتًا كان يستهدف كل فلسطيني.

وكشف محمد الزمر (35 عامًا)، فنان فلسطيني، يسكن في مخيم البريج وسط قطاع غزة، أنَّه يجمع بين ريشته الفنية وبين قذائف الموت التي خلفها جيش الاحتلال من شظايا الصواريخ والقنابل، ليحولها إلى قطع فنية تنبض بالحياة والأمل والسلام.

وكشف الزمر، خلال حوار مع "فلسطين اليوم"، أنَّ أساس الفكرة ولدت عندما شاهد أطفال الاحتلال وهم يكتبون أسماءهم وعبارات أخرى مثل "الموت للعرب" على القذائف التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أنَّه أراد رسم الحياة على شظايا الموت، ويحول رسالة الموت والحرب والدمار إلى رسالة حياة.

وأوضح الزمر أنَّه يجمع مخلفات القذائف الإسرائيلية من أماكن الدمار المنتشرة في قطاع غزة أو الأراضي الزراعية الحدودية التي تستقبل قذائف مدفعية جيش الاحتلال من وقت لآخر.

واعتبر الزمر تحويل مخلفات قذائف الاحتلال إلى لوحات ليس عبثًا، وإنما هي رسالة حب وحياة وسلام إلى العالم، بالإضافة إلى أنَّها تنقل معاناة الشعب الفلسطيني وتجسد صورته الحقيقية المحبة للحياة، وبأنَّ غزة التي تتعرض لعدوان متواصل هي مساحة للأمل، تقاوم جرائم المحتل بالفن والإبداع.

واستنكر الزمر ما بثته وسائل إعلام عبرية لأطفال إسرائيليين في عمر الزهور داخل موقع عسكري يكتبون على قذائف الدبابات عبارات مع الحب لإسرائيل، لافتًا إلى أنَّ هذه القذائف تحمل التطرُّف والموت للأطفال الفلسطينيين.

وأوضح أنَّ فكرته ولوحاته لاقت استحسان حكومي من قِبل الشرطة الفلسطينية في غزة، ما فتح باب التعاون بينه وبين قسم هندسة المتفجرات، والتي زودته بعدد من المخلفات لتحويلها إلى لوحات فنية، ويعكف بالتعاون معها على إقامة معرض مشترك لكل الأعمال الفنية التي أنجزها.

وعبَّر الزمر عن طموحه كفنان فلسطيني أنَّ يجد مؤسسة تتبنى فكرة إقامته معرضه الدائم، وافتتاحه أمام الجمهور سواء المحلي أو الخارجي عبر الوفود العربية والأجنبية الزائرة للقطاع، لفضح جرائم الاحتلال، وكشف حقيقة ادعاءاته الباطلة بحق السكان المدنيين الواقعين جميعًا في دائرة استهداف الآلة الحربية الإسرائيلية، وكل ذنبهم أنهم شعب طامح للعيش بحرية وكرامة.