مكافحة الاجهاد والتوتر

يتطلَّب استكمال  الدراسات العليا  إحداث توازن ماليٍّ وإدارة أعباء العمل وتحديد حياتك المهنية وربما العيش في مدينة جديدة بعيدا عن العائلة والأصدقاء. إلا أنه يمثل فرصة مجزية ويشكل تحديا فكريا أيضًا. ولكن كيف يمكنك تحقيق الاستفادة القصوى منه وإدارة التوتر، أمور تعني الجماعات الطلابية في الجامعات بشأن ارتفاع مستويات التوتر. وفي العام الماضي اكتشفت مجموعة الصحة النفسية في المملكة المتحدة أن خدمات الإرشاد الجامعي تشهد زيادة سنوية في الطلب بنسبة 10% كما يعرف مهنيو الصحة النفسية القلق والتوتر كسبب لذلك. وكشفت دراسة عام 2014 أجرتها جمعية Student Minds الخيرية، أن القلق هو ثاني أكبر التحديات الأكثر شيوعا في الصحة العقلية بين الطلاب، وعلى الجانب المشرق هناك حوار أكثر انفتاحا بين الجامعات حول الصحة العقلية ويتم تشجيع طلاب الدراسات العليا للحصول على الدم عند الحاجة.

 وإليك بعض النصائح المساعدة لما يجب أن تعتني به كطالب دراسات عليا:

·        لا يجب أن تكون مثاليا

يقول ميل ويزر رئيس الإرشاد في جامعة "ساسكس" عادة ما يحاول طلاب الدراسات العليا أن يكونوا مثاليين لأنهم كانوا جيديين في دراستهم الجامعية، وبالتالي فهم يضعون الكثير من الضغط على أنفسهم ويصبحوا مثاليين وهو أمر مرهق بشكل كبير "، وأشار ويزر إلى أن كونهم كبار سنا وطلاب دراسات عليا يجعل الأمر صعبا بالنسبة لهم للاعتراف بمعاناتهم، مضيفا " تحدث إلى زملائك أو إلى الموظفين لا تعتقد أنه عليك أن تعاني لأنك شخص بالغ، فيمكن أن يساعدك الأكاديميون بشأن توقعاتك حول ما يجب أن يتحقق في مراحل مختلفة من الدورة الخاصة بك".

وأضافت نيكي ليدبيتر الرئيسة التنفيذية لجمعية التوتر البريطانية الخيرية والمعنية بتوجيه الطلاب بشأن القلق أن برامج الدراسات العليا تضيف شعورا بالضغط والإجهاد، مضيفة " هناك العديد من العواقب المالية التي تواجه هؤلاء الطلاب لكونهم كبارًا، وأثناء مرحلة الدراسة الجامعية يكون هناك قليل من التساهل بشأن الوقت الضائع ولكن الأمر مختلف في الدراسات العليا"، إلا أن قضاء ساعات في المكتبة كوسيلة عقاب ليس حلا، وتتفق ليدبيتر وويزر على أن اخذ قسط من الراحة والتخطيط لشيء ممتع للقيام به هو المفتاح الأساسي لتحسين صحتك وأدائك.

·        خطط للعام الدراسي جيدا بما في ذلك العطلات

وتابعت ليدبيتر : " يتعلق عام الماجستير بالجدولة والتخطيط، فيجب عليك إعداد نفسك لما أنت مقبل عليه، ويعني ذلك مراعاة المواعيد النهائية  والتخطيط لها، ولكن عندما أقول الجدولة فهي لا تعني العمل طوال الوقت ولكنها تعني فترات قصيرة من التركيز المكثف بدلا من المكوث لفترة طويلة أمام الكمبيوتر"، وأضافت طالبة الماجستير في الجامعة المفتوحة  روزي ادموندسون " في البداية كنت أمر الأمر صعبا لاستقطاع وقت للابتعاد قليلا عن المذاكرة ولكن كلما أصبحت متوترة كلما أصبحت أقل حماسا في العمل، ولذلك كان الحصول على بعض الفواصل أمرًا مفيدًا حقا"، وتقول أوليفيا هافركروفت (27 عاما) التي تعمل على الماجستير بدوام جزئي في جامعة مانشستر بجانب وظيفتها " تمكنت من إدارة القلق من خلال عطلة نهاية الأسبوع مع أخذ أسبوع عطلة كل فصل دراسي للاسترخاء، فالحصول على هذه الفترة بعيدا عن الأوساط الأكاديمية هو أمر بالغ الأهمية، إنها تساعدم على التفكير بشكل أكثر وضوحا ما يساعدك في القيام بعمل أفضل وإدراك أن الماجستير هو فقط الماجستير وليس كل حياتي".

·        احصل على الدعم من أقرانك

وبينت ناهد سيد التي تعمل في الخدمات الطلابية في جامعة "برمنغهام"، أن  الحصول على شبكة دعم يُعد أمرًا مهمًا جدا ويمكن أن يساعدك إذا ما تعقدت الأمور، ولحسن الحظ من أكثر الجوانب الممتعة في الدراسات العليا بناء شبكات مع أشخاص آخرين"، وحذر ويزر من أن الطلاب ربما يجدون الجانب الاجتماعي من الماجستير صعب في البداية، حيث أن لديهم جامعيون عادة ما يقومون بعمل مدفوع الأمر بجانب دراستهم وهو ما يقلل من وقت الفراغ لديهم، ونصحت سيد بالعثور على اصدقاء دراسة أو قضاء وقت معهم مرة أسبوعيا على الأقل للدردشة حول التخصص الأكاديمي، ويتيح ذلك فوائد أكاديمية واجتماعية أيضا بين الناس أصحاب المصالح المشتركة، وأضافت هيفركروفت " عندما أتعرف على الطلاب الآخرين فنحن نشكل شبكة دعم أكاديمية، كما أن الخروج معا مرة أسبوعيا يساعد أيضا، وأوصي بالدخول في مجموعات القراءة والتحدث إلى طلاب الدكتوراة وحضور ندوات العمل والمشاركة، وهي أمور تساعد إذا ما كنت جادا بشأن العمل الأكاديمي".

        اعتن بنفسك واستفد مما تقدمه الجامعة

يجب عليك معرفة الخدمات التي تقدمها الجامعة لطلاب الدراسات العليا ومن المحتمل أن تقدم المشورة أو دورات للتأمل، وأضاف ويزر : "في ساسكس لدينا ورش عمل مصممة خصيصا لطلاب الدراسات العليا حيث نقدم خدمات المشورة حول أشياء مثل إدارة الشؤون المالية أو نظام التقييم، وأعتقد أن معظم الجامعات تفعل نفس الشئ"، وأضافت سيد " في برمنغهام نقدم ورش عمل نفسية وتربوية ومجموعات علاجية وموارد للمساعدة الذاتية والتوجيه للطلاب المعاقين، وهي مفيدة للطلاب الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية" ، وأوضحت ليدبيتر بمحاولة الالتزام بتناول الطعام بشكل جيد والابتعاد عن شرب الكثير من الكافيين والحصول على قسط وافر من النوم مضيفة " نحن نعلم هذه الأشياء لكننا بحاجة للقيام بها ومن الصعب تذكرها أثناء الدراسة لكنها تؤثر حقا على الصحة".

وأوصت ادموندسون بتحميل تطبيق مثل Headspace لتعليم التأمل وتقنيات التنفس التي يمكن أن تساعدم عند الشعور بالإرهاق بواسطة المواعيد النهائية على سبيل المثال، ويجب عليك أن تتذكر أن التوتر أمر طبيعي، وبينت سيد " إنه أمر لا مفر منه خلال العام ولكن يجب إدارته بنجاح بما يساعد في تنمية شخصيتك"، وتقول غريس بيكلز (23 عاما) التي اقتربت من إنهاء الماجستير في جامعة مانشستر أنها قبلت بالتوتر كجزء من الصفقة، مضيفة " وضعت نفسي في هذا الموضع وأذكر نفسي بأن هذا الوضع سيكون قاسيا لبضع سنوات وأن الأمر يستحق في النهاية وهو ما يجعلني أستمر"