بحيرة من المياه السائلة على سطح المريخ

اكتشف العلماء بحيرة من المياه السائلة على سطح المريخ للمرة الأولى في اكتشاف المعالم السياحية التي تعزز إمكانية الحياة خارج الأرض, حيث تم اكتشاف الخزان الذي يمتد لمسافة 12 ميلًا "20 كم" ويتم دفنه على بعد ميل "1.6 كم" تحت الأرض من قبل العلماء الذين يستخدمون الرادار لاستكشاف القطب الجنوبي الجليدي للكوكب, وعلى الرغم من أن البحيرة التي على شكل مثلث تبلغ درجة حرارتها الباردة -68 درجة مئوية "-90 درجة فهرنهايت"، يعتقد العلماء أن الماء يظل في الشكل السائل بسبب المحلول الملحي الذي يشبه الحمأة.

ويُعد هذا الاكتشاف هو أول دليل على وجود ماء سائل على سطح المريخ لا يزال موجودًا اليوم - وهو بيئة يقول العلماء إنها مثالية لنمو الحياة الميكروبية, وقال الخبراء "إن الاكتشاف المذهل يمكن أن يقدم أول دليل على وجود حياة خارج الأرض، وسيكون بمثابة الهدف الرئيسي للبعثات المستقبلية إلى الكوكب الأحمر، مما قد يوفر موردًا أساسيًا للمستوطنات البشرية المستقبلية.

تم اكتشاف وجود بحيرة أرضية من قبل العلماء في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية "INAF"، في روما, وبعد هذا الاكتشاف، قال وارويك هولمز مهندس الطيران في جامعة سيدني، إن رحلات المركبات الفضائية المستقبلية إلى المريخ ستعمل بجهد كبير لتصميم طرق لتجميع السائل من البحيرة المكتشفة حديثًا.

وكما هو الحال، لا تسمح تقنيات الجيل الحالي للمثاقب بالتوغل عميقًا بما يكفي للوصول إلى المياه السائلة في البحيرة, وعلى الرغم من ذلك، ظل هولمز متفائلًا بحذر, وقال "هذه هي أفضل فرصنا حاليًا، وإن كانت ضئيلة في اكتشاف الحياة في أماكن أخرى في نظامنا الشمسي".

وتم العثور على الماء السائل باستخدام بيانات من مسبار مارس اكسبريس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي يدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2003، وكان أول مهمة كوكبية أطلقتها الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها, واستخدم الباحثون مسبار المريخ "Advanced Radar" الخاص بجهاز المريخ "Subsurface and Mars Sounding" لتحديد الجسيمات الجليدية القطبية للكوكب.

ويرسل الجهاز إشارات رادارية تخترق الجليد على سطح الكوكب، ويقيس كيفية انتشار الموجات الراديوية وتعكسها مرة أخرى إلى المسبار, وتساعد الموجات المنعكسة التي يتم إرسالها من خلال تضاريس المريخ تحت سطح الأرض العلماء على رسم خريطة عميقة تحت قشرة المريخ.

واستخدم عالم الفلك الدكتور روبرتو أروسي وزملاؤه المريخ في دراسة امتدت ثلاث سنوات ونصف، لدراسة منطقة تسمى بلانوم أوسترالي، تقع في الغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ, وجمعوا 29 مجموعة من عينات الرادار، ورسموا خريطة لمساحة كبيرة أظهرت تغيرًا حادًا في إشارات الرادار الخاصة بها مقارنة بالمنطقة المحيطة بها, وتقع المنطقة على بعد ميل تقريبًا (1.6 كم) تحت سطح المريخ ويبلغ طولها 12 ميلًا "20 كم", وقال الدكتور أوروسي "هذا هو المكان على المريخ حيث يوجد شيء يشبه موطننا، وهو المكان الذي يمكن أن تحيا فيه الحياة"، "هذا النوع من البيئة ليس بالضبط إجازتك المثالية، أو مكان حيث تسبح الأسماك, ولكن هناك كائنات حية أرضية يمكنها البقاء والازدهار، في الواقع، في بيئات مماثلة".

ومضى أكثر من 30 عامًا منذ أن اقترح العلماء وجود جليد تحت القمم الجليدية القطبية للمريخ, ولم يستطع المريخ تحديد مدى عمق طبقة المياه، لكن فريق البحث يقدر أنها لا تقل عن متر واحد "3.2 قدم", ولم يتمكن خبراء الفضاء بعد من تأكيد النتائج مع أجهزة كشف الرادار الأخرى ، مثل "SHARAD"، ومسبار "Shallow Radar" على متن المركبة "Mars Reconnaissance Orbiter".

ويقدم هذا الاكتشاف أخيرًا دليلًا قاطعًا على أن المريخ يحمل كمية كبيرة من المياه قادرة على استضافة حياة فضائية مجهرية, فلقد كان العلماء قد ناقشوا لعقود من الزمن ما إذا كانت العلامات الطفيفة للمياه أسفل سطح الكوكب دليل على تيارات متقطعة أو نهر أو بحيرة دائمة.