ظاهرة النينو

تراجع متوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض بأكثر من نقطة مئوية منذ منتصف هذا العام. ويعتبر هذا الأمر أكبر تراجع لها على الأطلاق. وتأتي هذه الأنباء وسط أدلة متزايدة عن قرب انتهاء الدورة الأخيرة لارتفاع درجات الحرارة العالمية. وقد حدث هذا التراجع الذي كشفت عنه قياسات أقمار وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" الصناعية للغلاف الجوي السفلي، نتيجة نهاية ظاهرة "النينو" المتمثلة بارتفاع في درجة حرارة سطح المحيط في جزء كبير من القسم الشمالي محيط الهادئ إلى غرب أميركا الوسطى.

وأوضح بعض العلماء الذين كان من بينهم الدكتور غافن شميدت، رئيس قسم المناخ التابع لناسا، أن الارتفاعات الأخيرة كانت في المقام الأول نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل. وذهب آخرون إلى القول بأن هذه المعدلات نتيجة ظاهرة النينو، وهي ظاهرة طبيعية معقدة تحدث كل بضع سنوات، وليس لها أي علاقة بانبعاثات الغازات الدفيئة التي تنتج عن البشر. ويؤكد التراجع الجديد في درجات الحرارة أنهم كانوا على حق.

ولظاهرة "النينو" تأثير كبير على درجات حرارة العالم، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العادية في مساحات واسعة من العالم. فيما كان النينو لعام 2015-2016 الأقوى منذ بدأت القياسات الدقيقة، مع ارتفاع درجة حرارة المياه بنحو 3 درجات مئوية عن المعتاد. واستبدل الأن النينو بظاهرة النينا - حيث تنخفض درجة حرارة المياه في نفس المناطق عن المعتاد.

وجاءت قياسات الأقمار الصناعية لحرارة الأرض كاستجابة سريعة لظاهرة النينو والنينا. فدرجات الحرارة فوق البحر بدأت تتراجع أيضا، ولكن ليس بالسرعة ذاتها، لأن البحر يحتفظ بالحرارة لفترة أطول. وفي نفس السياق، قال بوب ووكر، المستشار العلمي لترامب الأسبوع الماضي انه من المرجح خفض ميزانية أبحاث المناخ التابعة لناسا والبالغة 1.9 مليار دولار.