تأثير تغيُّر المُناخ علي انقراض الحيوانات

تستضيف مدينة شرم الشيخ مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالتنوع البيولوجي لكوكب الأرض، والذي يصب تركيزه على الدول التي لن تحضر.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن وسط أخطر الخسائر على كوكب الأرض منذ انقراض الديناصورات فإن جدول أعمال "معاهدة التنوع البيولوجي CBD" يعد الأكثر أهمية، ورغم ذلك لا يوجد تعاون دولي كافٍ لحماية الحيوانات المعرضة للانقراض في العالم.

ولم توقع الولايات المتحدة أبدا على هذه الاتفاقية، كما أن البرازيل من بين الدول التي تراجع رؤساءها عن مثل هذا التعاون العالمي، ويستمر الاجتماع أسبوعين وهو الأول منذ عامين، ويعدّ المعاهدة الثانية التي تتخلّى عنها الولايات المتحدة بعد معاهدة تغيّر المُناخ.

ورغم أهمية المعاهدتين اللتين تم توقيعهما على أمل الحفاظ على كوكب الأرض في قمية "Rio Earth" عام 1992، دفعت فكرة تحول الطاقة رؤساء الدول المهتمين بمشاريع الطاقة المتجددة التي تبلغ قيمتها مليار دولار إلى تقليل جهود إنقاذ الطبيعة، وتركت الوزارات البيئية الضعيفة والمنظمات غير الحكومية المعنية بالحفاظ على البيئة وكذلك العلماء، في مواجهة نقص التمويل.

وتشير الأبحاث الإعلامية إلى أن هناك خبرا واحدا فقط يخصّ محادثات الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في مقابل 20 خبرا بشأن مفاوضات تغيّر المُناخ، إذ تميل التغطية إلى التركيز على عدد قليل من أنواع الحيوانات المعرضة للانقراض مثل الأسود، ودب الباندا والشمبانزي، بدلا من التركيز على انهيار النظام البيئي الذي تعتمد عليه هذه الحيوانات وكذلك الإنسان.

وتوجد أدلة متزايدة على أن أزمة الطبيعة أصبحت تشكل تهديدا على الجنس البشري، وكذلك تلعب دورا في زيادة الفوضى وعمل نظام الطقس في العالم، ووفقا إلى أحدث تقرير صادر عن الحياة البرية من مؤسسة "التمويل العالمي للطبيعة" وهي منظمة غير حكومية، قضى الإنسان منذ عام 1970 على نحو 60% من الثدييات والطيور والأسماء والزواحف، مما حذر بأن فقدان الحياة البرية أصبح يشكل خطرا على حضارتنا، وجاء ذلك في أعقاب تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام، يوضح أن نوعا واحدا من بين ثمانية أنواع من الطيور مهددة بخطر الانقراض، كما تتبعت دراسة حديثة الانخفاضات الحادة في تلقيح الحشرات في الولايات المتحدة، وكوستاريكا، وألمانيا، مما يعزز من احتمالية حدوث الخلل البيئي.

وقالت كرستيانا باشكا، رئيسة معاهدة التنوع البيولوجي، إنه "علينا أن نوقف خسارة التنوع البيولوجي، أو ربما سنواجه نحن خطر انقراضنا، لكن مع الأسف الآلية العالمية لفعل ذلك مفقودة".

ويرجع عدم الاهتمام بهذا المؤتمر إلى عدم فعالية اتفاقتين التنوع البيولوجي في عامي 2002 و2010، إذ قال مايك باريت، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل العالمي للطبيعة إن "نقطة البداية يجب أن تكون اعترافا بأن الاستجابة الدولية حتى الآن لهذه الأزمة كانت فاشلة"، مشددا على ضرورة الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود الطموحة على جميع المستويات لمواجهة هذه الأزمة.

وأضاف: "الأهم من ذلك وضع التجارة والاستثمار في الاعتبار، لأن الدول الغنية التي تدفع الأموال للحفاظ على النظام البيئي هي نفسها التي تدمّره، مثل المملكة المتحدة التي تسهم في حماية نباتات السافانا في البرازيل، وفي الوقت نفسه تستورد كميات هائلة من حبوب الوسيا، والتي تتطلب إزالة مساحات كبيرة من الغابات في تلك المنطقة"، وفي خضم المناخ السياسي الحالي سيكون ذلك صعبا، نظرا لأن محادثات المُناخ نفسها لم تحرز تقدما كافيا، حيث قال مات واللبوي، من مجموعة "فلوا وفنا" الدولية للحفاظ على البيئة: "الكثير من هذه الأشياء التي نحتاج إليها لمواجهة انهيار التنوع البيولوجي هي نفسها التي نحتاج إليها لحل مشكلة المناخ، وحتى الآن لم ننجح في التعرف على مدى أهمية التنوع البيولوجي، فالأمر لا يتعلق فقط ببعض الأنواع المهددة بالانقراض، كما أنه من الواضح أن التغير في النظام البيئي سيؤثر على البشرية".