المحار الحلزوني

كشف الأكاديميون أن الرخويات كانت ضمن قائمة الطعام منذ 150 ألف عام على الأقل، وأن اكتشاف المحار الحلزوني في الكهف الليبي يشير إلى استخدام الإنسان مثاقب حجرية أو شوك لاستخراج الرخويات من أصدافها.

وأوضح علماء الآثار من جامعة "ليفربول جون مورز"، وجامعة "كوينز" في بلفاست، وجامعة "كامبريدج"، أن الشعوب القديمة في شمال أفريقيا اخترقت القواقع البرية بأدوات مختارة خصيصًا لجعلها سهلة الأكل.

وأفاد الدكتور إيفان هيل الذي عمل على الرخويات أثناء دراساته العليا في جامعة "كوينز" في بلفاست: "من نتائج تحليل المواد الأثرية المكتشفة نتيجة التنقيب في كهف هاوا فتيه في ليبيا درسنا عشرات الآلاف من الرخويات لمعرفة طبيعة المناخ القديم والطبيعة الإشعاعية العالية، ورأينا الضرر الذي لحق بهذه الأنواع بسبب فعل الإنسان، كما عثرنا على قطع أثرية حجرية تشير إلى استخدامها كمثاقب للمحار".

وأضاف هيل: "قمنا بتحليل الأصداف المخترقة في جامعة كوينز في بلفاست وجامعة ليفربول جون مورز، كما فحصت الأدوات الحجرية في جامعة كامبردج بواسطة الزميل الدكتور جوليو لو كاريني، والدكتور جيوسيبينا موتري، وكشف الفحص أن الرخويات كانت تستهلك بواسطة الناس في كهف هاوا فتيه منذ 150 ألف عام على الأقل".

وأشار القارئ في الجغرافيا في جامعة "ليفربول جون مورز" الدكتور كريس هانت، إلى أن الخبراء أوضحوا أن الناس كانوا يأكلون القواقع حتى وقت قريب، وأنها كانت بمثابة وجبة يومية خفيفة، مضيفًا: "من الصعب تأكيد ذلك، ولكن ملاحظاتنا من خلال القواقع المثقوبة منذ 150 ألف عام تشير إلى حدوث ذلك، وبدت القواقع طعامًا طبيعيًا للناس حيث يمكن لأي شخص تجميعها، ويبدو أنها كانت تؤكل على نطاق واسع، خصوصًا في الأوقات الصعبة ولكنها الآن من الأطعمة الفاخرة".

وأفاد هانت لجريدة "ميل أونلاين"، بأن القواقع كانت شائعة بشكل خاص في طبقات الكهف منذ 10 آلاف أو 14 ألف عام، مضيفا: "يأكل هؤلاء الناس بالتأكيد الكثير من القواقع لكنهم يأكلون أيضًا الإذية النباتية مثل الصنوبر والجوز والثمار البرية وبذور النباتات والحيوانات البرية بما في ذلك الأغنام البرية والسلاحف والظباء، ونعتقد أن الناس كانت تعانى من ندرة الطعام في هذا الوقت، ولذلك كانوا يضطرون إلى تجميع القواقع الصغيرة وأكلها، ويعتبر تجميع القواقع الصغيرة أمرًا صعبًا كما أنك لا تحصل منها على قيمة غذائية عالية، وعلى الأرجح اضطر الناس لذلك في الأوقات البائسة".

ولفت هانت إلى أنه في أحيان أخرى كانت بقايا القواقع والحيوانات والنباتات أقل شيوعًا، وربما يرجع ذلك إلى قلة الناس حولها، مردفًا: "فكرة أن القواقع هي الأقدم في الكهف غير عادية لأن علماء الآثار لم يقدموا دليلًا مثل ذلك من قبل في هذا الوقت، ووجد في الكهف أيضًا عظام حيوانات من الأغنام البربرية، ولكن ليس لدينا دليل على الأطعمة النباتية، ولسنا متأكدين من سبب ذلك ولكن ربما لأنها لم تبقى على قيد الحياة".