نزار عياش

حذر رئيس نقابة الصيادين في قطاع غزة نزار عياش، من خطورة ممارسة بعض الصيادين للصيد الجائر على الثروة السمكية، متوقعًا انخفاض كبير في الثروة السمكية خلال الأعوام المقبلة.وأكد عياش في حديث خاص مع "فلسطين اليوم"، تعمد الكثير من الصيادين صيد بذور الأسماك من خلال الشباك الضيقة، متهما هؤلاء بتدمير الثروة السمكية ومخالفة أنظمة وقوانين الصيد المحلية والدولية.

وأشار إلى أن مسافة الصيد القصيرة "6 أميال" التي من غير المسموح للصيادين بتجاوزها، لا توفر الكثير من الأسماك للصيادين كونها ليست منطقة صخرية، فالمناطق الصخرية هي المفضلة أكثر لوجود الأسماك فيها.وأضاف: "المنطقة الصخرية تقع بعد اثني عشر ميلًا، وهي منطقة يمنع الصيادون من الوصول إليها منذ ما يقارب الأعوام الثمانية"، مشيرًا إلى أن تكدس أعداد كبيرة من الصيادين في منطقة الأميال الستة يستهلك كل ما فيها من أسماك، وفي أحيان كثرة القوارب تخيف الأسماك لتهرب باتجاه المنطقة الممنوعة.ولفت إلى أن سوق السمك تشهد انتعاشًا في الوقت الذي يأتي فيه السمك لوضع البيض بالقرب من الساحل، أو قلة مراكب الصيادين في منطقة الأميال الستة، ما لا يخيف السمك ويكثف وجوده فيها.

وبين أن الأسماك مثلها مثل جميع السلع تخضع أسعارها للعرض والطلب، ففي وقت عيد الأضحى بسبب الأضاحي انخفضت أسعار السمك انخفاضًا ملحوظًا، غير أنها الآن عادت إلى الارتفاع لقلة وجوده وتزايد الطلب عليه، كون موسم الأضاحي لم يكن غنيًّا كالأعوام السابقة.وتابع: "الآن موسم سمك السردين الغني بقيم غذائية كبيرة لاحتوائه على البروتين والفسفور بكميات عالية، إضافة إلى أن سعره في متناول اليد لجميع طبقات المجتمع الفقيرة قبل الغنية".وأشار عياش إلى أن الصياد في بعض الأحيان يعود من رحلته دون أن يصطاد شيئًا، لصغر المساحة المسموحة له بالدخول فيها في عرض البحر، أو مضايقات الاحتلال من الاعتقال أو إطلاق النار، ما يؤثر سلبًا على عمله ورزقه وربحه.

وأبرز أهم الأخطار التي تواجه الثروة السمكية ومنها الشباك الصغيرة، والجر الضيقة التي تصطاد بذور الأسماك، بالإضافة إلى السموم والتفجيرات الصخرية، واصفًا أوضاع الصيادين والثروة السمكية في قطاع غزة بالكارثية .وتطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الصيادين، محملًا قوات الاحتلال مسئولية انخفاض منتج صيد الأسماك جراء الحظر الذي تفرضه البحرية الإسرائيلية على تحركات الصيادين.

ولفت عياش إلى استمرار منع قوات البحرية الإسرائيلية لقوارب الصيادين من تجاوز مسافة ثلاثة أميال داخل البحر ما يحد من قدرتهم على صيد الأسماك، لاسيما أن الأسماك تتواجد في منطقة ابعد من هذه المسافة، بالإضافة إلى استقطاع قوات الاحتلال لمنطقتين عازلتين في المنطقة الحدودية مع مصر على شاطئ مدينة رفح، وأخرى على شاطئ مدينة بيت لاهيا على الحدود الشمالية للقطاع.